لغة الجسد تكشف الكثير
لغة الجسد تكشف الكثير
مثلها مثل تعبيرات الوجه، فلغة الجسد أيضًا تكشف الكثير عما نخبئه بداخلنا، لأننا -شئنا أم أبينا- تكون استجاباتنا العاطفية تجاه الأحداث سريعة وفورية للغاية، ومنها ما يظهر من خلال لغة الجسد، فإذا تمكنا من ضبط الإيماءات والحركات، فسنكتسب نظرة أعمق إلى ما يدور داخل النفس.
لنأخذ على سبيل المثال استجابات الخوف؛ إن الجزء الحوفي الموجود في أدمغتنا هو المسؤول عن استجابات الخوف، وهي عبارة عن ثلاثة احتمالات: القتال، أو الفرار، أو التجمد،ولكن مع الوقت، طور دماغنا ما يعرف باسم “سلوكيات التهدئة”، استجابة للتطورات التي طرأت على الأشياء التي تهددنا في عالمنا الحالي، والتي صارت لفظية أكثر، فمثلًا عندما نشعر بالتوتر أو التهديد، يجبرنا لا وعينا على القيام باستجابات مثل فرك الرقبة أو الجبين أو اليدين، والعبث بالشعر.
وتشير محاولات الجسم غير الواعية لحماية الجذع إلى شعور الشخص بالتهديد أو الهجوم، فيستجيب الجسم بعقد الذراعين، أو رفعهما إلى الصدر في أثناء الجدال إشارةً إلى “التراجع”، وعلى العكس تمامًا، تمتد الأذرع بشكل واسع كاشفة عن منطقة الجذع عند الشعور بالهيمنة والسيطرة أو الثقة والإصرار.
يكشف عقد الساقين والقدمين عن الرغبة في الانغلاق وحماية النفس، بينما يدل فتح القدمين أو الساقين على الراحة،وبشكل عام، تنبسط الأجسام عند الشعور بالراحة أو الثقة أو الهيمنة، وتنقبض عند الشعور بالخوف أو التهديد، تتحرك أجسامنا ناحية الشخص علامة على القبول والحب والاهتمام، وتنحني للخلف عندما نرغب في حماية أنفسنا.
الفكرة من كتاب اقرأ الناس كأنهم كتاب: الآن ستعرف ما يُخفيه الآخرون أثناء حديثهم معك، تنبأ بتصرفات الآخرين واكشف أفكارهم.
هل سبق لك أن صادفت شخصًا بدا كأنه يمتلك موهبة طبيعية في قراءة الناس؟ إنهم يظهرون كأنهم مباركون بفهم غريزي لما يفكر فيه الناس، ولماذا يتصرفون بطرائق معينة، إلى حد أنهم قد يتوقعون الكلام الذي سيُقال، هؤلاء هم الذين يتكلمون بحيث يُستمع لهم باهتمام، وهم أيضًا القادرون على كشف كذب الناس أو تلاعبهم بسهولة، إنها تبدو قوة خارقة، كيف يفعلون ذلك؟
الحقيقة أنها ليست شيئًا غريبًا، ولكنها مهارة يمكن تعلمها وإتقانها، بعضهم قد يطلق عليها “ذكاءً عاطفيًّا” أو ببساطة “وعيًا اجتماعيًّا”، وآخرون قد يرون أنها موهبة يستخدمها الاختصاصيون أو المعالجون النفسيون، ومن ناحية أخرى، قد يرى البعض أنها مهارة يطورها المحققون والضباط بالخبرة.
في هذا الكتاب، سنلقي نظرة على كل الطرائق التي تساعد على تطوير تلك المهارة دون الحاجة إلى شهادة في علم النفس، أو الحاجة إلى وجود خبرة مسبقة في مجال التحقيق الجنائي.
مؤلف كتاب اقرأ الناس كأنهم كتاب: الآن ستعرف ما يُخفيه الآخرون أثناء حديثهم معك، تنبأ بتصرفات الآخرين واكشف أفكارهم.
باتريك كينغ: متخصص في التفاعلات الاجتماعية، ومدرب تواصل ومهارات اجتماعية في سان فرانسيسكو وكاليفورنيا، وهو أيضًا الكاتب الأكثر مبيعًا على أمازون في مجال المواعدة والعلاقات، وله عديد من المؤلفات، من أبرزها:
فن التأثير في الآخرين.
تحدث أمام الجميع بجاذبية.
معلومات عن المترجم:
نهى الشاذلي: مُترجمة وروائية مصرية، تخرجت في كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، بجامعة الملك سعود بالرياض، ومن أحدث إصداراتها الأدبية، رواية “قبل أن يقتلني زوجي”.