لغة التواصل غير العنيف
لغة التواصل غير العنيف
تقوم طريقة التواصل غير العنيف على اللغة ومهارات التواصل التي تقوِّي قدرتنا على أن نبقى بشرًا، فنُعيد صياغة أسلوب تعبيرنا عن أنفسنا، ونصغي للآخرين، وبدلًا من أن تأتي كلماتنا ردود أفعال تلقائية، تصبح تلك الكلمات استجابات واعية تعتمد على إدراكنا لما نلاحظه ونشعر به ونريده حقًّا، وذلك عبر الإصغاء إلى احتياجاتنا بدلًا من تشخيص الآخرين والحكم عليهم، وتتم العملية من خلال أربع خطوات: الملاحظة ثم الشعور ثم الاحتياج ثم الطلب، فمثلًا عند حدوث موقفٍ ما، نحدِّد ببساطة أن كان ما يقوله أو يفعله الآخرون يعجبنا أم لا، ثم نحدِّد مشاعرنا هل شعرنا بالحرج أو الخوف أو البهجة أو القلق؟ ثم ننتقل إلى أن نقرِّر احتياجنا الذي يرتبط بتلك المشاعر التي قمنا بتحديدها، وأخيرًا نعرض احتياجنا في طلب مُحدَّد بدقَّة يُركِّز على ما نريده من الطرف الآخر، وهو ما يجعلنا نشعر بمشاعر أفضل.
والجانب الآخر من هذه الطريقة أننا حين نتواصل مع الآخرين نحاول أن نستشعر في البداية ما يلاحظونه وما يشعرون به وما يحتاجون إليه، ثم نكتشف ما يمكن أن يجعل حياتهم أفضل، فنتلقى منهم الطلب أو المعلومة بصورة يسيرة.
مثال ذلك أن تعبِّر أم لابنها المراهق عن شيء ما فتقول “عزيزي، عندما أرى بعضًا من جواربك المتسخة مكوَّرة وملقاة أسفل مائدة السفرة، فإنني أشعر بالضيق والغيظ، لأنني أحتاج إلى مزيد من الانتظام في غرف البيت التي نتشاركها جميعًا، فهل تتكرَّم بوضع جواربك المتسخة في الغسالة؟”.
وبهذا ننشئ تيّارًا من التواصل، مجيئًا وذهابًا حتى يظهر التعاطف بصورة طبيعية: ما ألاحظه وأشعر به وأحتاجه؛ وما تلاحظه، وما تشعر به وما تحتاج إليه لتصبح حياتنا أفضل.
الفكرة من كتاب التواصل غير العنيف
في أغلب الأوقات لا نعترف بالعنف الذي بداخلنا لأننا نجهل صورته الحقيقية، فالعنف بالنسبة إلينا يقتصر على الشجار والقتل والضرب، وهذه أشياء لا يفعلها الأشخاص العاديون، لكن بالنظر الدقيق نلاحظ أن العنف لا يقتصر على الأجساد والماديات فحسب، بل إنه أوسع من ذلك.
ونحن نسأل أنفسنا: كيف يُمكننا تربية نفوسنا على الحب والتفاهم والتقدير دون تكلُّف أو ضغط؟ وهل حقًّا حتى نستطيع النجاة في هذا العالم القاسي لا بدَّ أن نصبح قُساة أيضًا؟ ولكن هذا العالم هو الذي صنعناه، فلو أننا غيَّرنا أنفسنا، وغيَّرنا أساليبنا ولغتنا، سنخلق عالمًا تسوده الرحمة والتعاطف، وهذا ما يُقدِّمه لنا هذا الكتاب، فمن خلاله يُبيّن لنا الكاتب كيف يمكن تجاوز كل الأمور التي قد تتسبَّب في خلق حالة العنف التي نخسر أمامها الكثير.
مؤلف كتاب التواصل غير العنيف
مارشال بي. روزنبرج Marshall B. Rosenberg: كاتب وعالم نفس أمريكي، حصل على الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي من جامعة ويسكنسون، وهو مؤسس ومُدير الخدمات التعليمية بمركز التواصل غير العنيف، وهي مؤسسة دولية لصنع السلام، حاز جائزة جسر السلام، وجائزة Light of God expressing award الدولية، كما أنه درَّس التواصل غير العنيف في مئات المجتمعات والمؤتمرات، وفي أكثر الدول فقرًا وتمزقًّا بسبب الحروب.
من أهم كتبه وأعماله:
Being Me, Loving You
Speak Peace in a World of Conflict
Raising Children Compassionately
The Surprising Purpose of Anger