لعنة الطاعون

نحن الآن في أثينا، وهذا الرجل الجالس أمامنا على سلالم المعبد هو “ثوسيديديس || Thucydides”، وكما تلاحظ.. إنه مشغول البال، إذ رأى صباحًا مجموعات مكدسة من الجثث، ويزوره يوميًّا مئات المرضى العاجزين، ويعتقد ثوسيديديس أن هذا المرض المنتشر هو الطاعون، إذ توقع العرافون سابقًا أن حرب أثينا مع إسبرطة ستكون مصحوبة بالطاعون، ولكن نحن رجال علم لا نصدق العرافين، فما الذي حدث بالفعل؟ 

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

خلال حرب أثينا وإسبرطة، هرب أهل أثينا من الريف إلى مركز المدينة، فأصبحت الشوارع مكدسة، ونتيجة لذلك انتشر الطاعون، الذي أدى إلى إعاقة القوة العسكرية لأثينا لعقود من الزمن، بسبب وجود عدد أقل من الأولاد الذين يمكن أن يصبحوا جنودًا بالغين، كما لقي ربع السكان حتفهم، وهنا تدخلت روما بجيوشها، ودمرت الإرث الأدبي والحضاري والمعماري لأثينا، واستغلت روما فترة الطاعون وسيطرت على كامل الجزيرة الإيطالية.

وخلال عهد الرومان طُهِّر البحر الأبيض المتوسط من القراصنة، ومن ثم انتعشت حركة التجارة، وتوافد المسافرون من كل مكان، كما امتازت الهندسة الرومانية بوجود ما يُعرف بالحمامات العامة، وكانت هناك شبكة واسعة من المصارف، وبسبب ذلك كانت البلدات والمدن الرومانية كريهة الرائحة، موبوءة بالأمراض، ونتيجة لهذا انتشرت أمراض مثل الإسهال والطاعون، وهذا الأخير قضى على معظم السكان، وأضعف الاقتصاد، وبسبب يأس الناس حينها ارتفع الإيمان المسيحي لأنه قدم دليلًا أكثر جاذبية وتأكيدًا للحياة والموت من الديانة الوثنية، ولا يبدو أن الوباء كان له التأثير نفسه في القبائل البربرية في شمال أوربا، نتيجة لكون مجتمعاتهم أقل كثافة سكانية، فاستغلت الجيوش البربرية الفرصة التي أتاحها الوباء، وغزت عمق الأراضي الرومانية، لذا فقد كان للأمراض عظيم الأثر في الحروب القديمة.

هل تعلم ما سبب سقوط الإمبراطورية الرومانية؟ وما أصل الصور النمطية؟ وكيف غير الغزاة وجه العالم؟ وماذا عن الاقتصاد والثقافة والعادات المجتمعية؟ أعلم أنك الآن تفكر في إجابات عدة، ولكن الإجابة التي أقصدها لن تخطر ببالك. 

لن أعطيك الإجابة بهذه البساطة يا صديقي، ولكني سأصحبك في رحلة ستكشف لك عن إجابات هذه الأسئلة وغيرها الكثير، فما وجهتنا؟ وأين سنسافر؟ حسنًا في هذه الرحلة لن نطرح سؤالًا يبدأ بـ”أين”، بل “متى”، لأن رحلتنا ستكون عبر الزمن، فهل أنت مستعد؟

جوناثان كينيدي: مؤلف، وباحث، ومدرس في مادة الصحة العامة في جامعة الملكة ماري في لندن، وحاصل على الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة كامبريدج، وله عدة مؤلفات، أهمها: 

Pathogenesis: A history of the world in eight plagues
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.