لستُ معلمًا فقط
لستُ معلمًا فقط
لا يتوقف الدور الذي يؤديه المعلم داخل الفصل على مجرد تلقين المادة العلمية وإيصاله للمعارف وشرحه للكتاب المدرسي وضبط إيقاع الفصل على نغمة لا يُسمع صوتها، وإنما تتعدد أدواره وفق ما تقتضيه العملية التعليمية التربوية، فالمعلم مسؤول عن الجو العام الذي يسود الفصل أو بمعنى أصح مسؤول عن صناعته، ففارق بين فصل يعلوه الصمت ويغشاه الكسل وتحفه البلادة، وفصل آخر تكاد تسمع لدوي أفكاره وحماسه صوتًا من خارجه، والسبب في ذلك يرجع إلى إتاحة المعلم لهذه الفرصة للطلاب فرصة المشاركة وطرح الأسئلة والنقاشات المفتوحة والاستماع لآراء بعضهم بعضًا ونقدها والرد عليها، إضافة إلى العبارات التشجيعية والحماسية من قِبل المعلم، مع تعديله وتصويبه وضبطه لهذا الوضع الصحي داخل الفصل، كل هذه الأنشطة وأكثر ليس الهدف منها إثراء العلمية التعليمية فحسب، وإنما إثراء شخصية المتعلم نفسه وإكسابه مهارات حياتية عامة، وهذا هو المطلوب، وبالطبع فإن نجاح مثل هذا الأسلوب يتوقف على شخصية المعلم وطريقة تفكيره والمهارات التي لديه ونظرته تجاه العملية التعليمية، ونظرته لدوره وكونه جزءًا من نجاح هذه العملية، ومن المهم أن نستحضر دائمًا أن المعلم هو النموذج والقدوة للتلاميذ على المستويات كافة، ومن ثم فإنه يؤثر فيهم قطعًا بشكل مباشر أو غير مباشر.
ويعد المعلم داخل الفصل هو المحرك الأساسي والفتيل الذي تشتغل به أذهان الطلبة، كما أنه هو المثبط الأساسي لها أيضًا، كيف ذلك؟
من خلال طريقة طرح الأسئلة، فهناك أسئلة قاصرة لا تشعل الفكر ولاتحرك الذهن للعمل والتفاعل، بل هي مجرد أسئلة تختبر قدرتك على الحفظ فقط، وهناك أسئلة أخرى تشعر حين تطرح عليك أنك في طريقك إلى أن تصبح مفكر عصرك! إذ تستثير فيك روح البحث والتأمل والتفكر وتفتح لك آفاق الانطلاق ورحلة البحث عن الإجابة بغير قيود، حتى تقف عند الحاجز الذي يضعه لك المعلم، فيفحصها ويصوبها ويضبطها، وهو بذلك يساعد الطلبة ويكسبهم مزيدًا من المهارات الحياتية الهامة ولا يخرج بذلك عن إطار العملية التعليمية أيضًا، كمن ضرب عصفورين بحجر واحد! إلا أن ذلك لا ينضبط لكل المعلمين، فمهارة كهذه تتطلب معلمًا ذا مهارة، بحيث يعرف ماذا يسأل وكيف يصوب للطلبة وكيف يوجههم نحو الإجابة الصحيحة وكيف ينقدهم نقدًا علميًّا، وفوق ذلك كله يملك إجابة وافية صحيحة بالطبع للسؤال الذي طرحه عليهم.
الفكرة من كتاب المعلم وإدارة الفصل
نظرة شاملة على أدوار المعلم الإنسانية والمهنية، تلقي الكاتبة الضوء عليها، فتؤكد على أن المعلم هو المربي وهو الضامن لنجاح العملية التعليمية وهو المنمي لمهارات الطلبة كما أنه الداعم لهم بعد الأسرة.
مؤلف كتاب المعلم وإدارة الفصل
فارعة حسن محمد سليمان، أستاذة المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس، ولها العديد من المؤلفات في نفس المجال، ومنها:
التدريس الفعال.
تكنولوجيا تعليم الفئات الخاصة.
الأساليب الشفوية المستخدمة في تدريس الجغرافيا في المرحلة الثانوية.