لحياة زوجية سعيدة

لحياة زوجية سعيدة
تبدأ العلاقات الزوجية بشغف وفضول لتلبية احتياجات الطرف الآخر ورغباته، ثم تدريجيًّا يُسيطر عليها نوع من الاعتيادية، وتطغى واجبات الحياة على الجانب الأهم في العلاقة وهو «الإشباع العاطفي»، فتجد كل طرف يعيش في فقاعته الخاصة دون الاهتمام بما يدور في حياة الطرف الآخر، وهنا تظهر بعض المشكلات، لكنها ليست مشكلات ملموسة يُمكن تحديدها مثل لوْم الزوج على الصراخ أو كثرة انتقاداته الجسدية أو اللفظية، بل مشكلات حسيّة تنتج حينما لا يمكن لأحد طرفي العلاقة أو كليهما الاعتراف بمشاعر الطرف الآخر والاستجابة لها بشكل صحيح.

ويوضح تلك المشكلاتِ الحسيةَ نموذجُ الزوجة التي تنشغل بالبيت ومشكلات الأولاد ولا تستطيع قضاء بعض الوقت مع زوجها نتيجة هذا الانشغال، وفي هذه الحالة لا يُمكن لَوْم الزوجة على عدم حُبِّها لزوجها، لأنها تهتم بالبيت والأولاد للتعبير عن حبها له، لكن الزوج لا يصل إليه هذا المعنى، لأنه يُفضل طريقة أخرى للتعبير عن حبها، والزوجة لم تسأله عن هذه الطريقة، بل قدمت الحب بالطريقة التي تراها مناسبة، وهنا تأتي أهمية أن يعرف كلا الطرفين الطريقة التي يفضلها الطرف الآخر في إشباع احتياجاته العاطفية.
وقد ذكر «جون جراي | John Gray»، في كتابه “الرجال من المريخ والنساء من الزهرة”، أن لكل من الطرفين ستة احتياجات عاطفية، فالمرأة تحتاج إلى الرعاية، والتفهم، والاطمئنان، والاحترام، والإقرار بصحة مشاعرها، وأخيرًا الإخلاص، أما الرجل فيحتاج إلى الثقة، والقبول، والإعجاب، والاحترام، والتقدير، وأخيرًا التشجيع، واحترام هذه الاحتياجات يؤدي إلى المودة والرفق بين الزوجين.
ويوجد احتياج آخر بوجوده تكتمل المُتعة في الحياة الزوجية وهو «العلاقة الحميمية»، وعند التحدث عن الجنس نجد أن بعض الأزواج يشعرون بالرفض من زوجاتهم، والزوجة تشعر بأنها مُستغلة، ويرجع هذا الشعور إلى كون الطرفين لا يعرفان الاختلافات الجنسية بينهما، وأن طبيعة استثارة كل منهما مختلفة، وقد وضح «جون جراي» أن المرأة لا تشعر بالحنين إلى الجنس إلا في حالة توافر الحب، فبغياب الحب تفقد اهتمامها بالجنس، على عكس الرجل الذي يحتاج فقط إلى المكان والفرصة ليُثار، ولذلك فإن وجود التوافق بين الزوجين من خلال تبادل الحب والاهتمام يجعل العلاقة الحميمية أكثر إمتاعًا وإشباعًا لكلا الطرفين.
الفكرة من كتاب لا لم نكن سعداء: أنماط تواصل سامة تهدم الزواج وتقتل العلاقات
هل تخيلت يومًا أن تكون السعادة التي تَشعر بها في حياتك الزوجية ما هي إلا خدعة تحاول بها الاستمرار في العلاقة خوفًا من الانفصال والبقاء وحيدًا، أو خوفًا من نظرة المجتمع، فتلجأ إلى تجاهل كثير من العلامات التي تُشير إلى وجود خلل في العلاقة تحتاج أنت وشريكك إلى التعامل معه؟
يضعك الكاتب أمام هذه المشكلة ويوضح السلوكيات والتصرفات التي تسبب التعاسة في الحياة الزوجية، وتؤدي إلى عَيْش كل شريك في فقاعته الخاصة بعيدًا عن الآخر مُدعيًا الرضا والسعادة للإبقاء على العلاقة.
مؤلف كتاب لا لم نكن سعداء: أنماط تواصل سامة تهدم الزواج وتقتل العلاقات
علي موسى: كاتب وخبير في العلاقات وتطوير الذات، حاصل على البكالوريوس في علوم الاتصال من كلية الإعلام جامعة القاهرة، ودبلومة الصحة النفسيَّة من جامعة عين شمس، وشهادات من غرفة التجارة الأمريكيَّة والاتحاد الدولي للمدربين في مجال التطوير والقيادة، بالإضافة إلى شهادات من الولايات المُتحدة الأمريكيَّة في مجال التدريب، قدم عديدًا من الاستشارات والمحاضرات في العلاقات الأسريَّة، وتطوير الذات داخل مصر وخارجها، كما نُشِرت له الأعمال التالية:
كتاب GPS: كيف تعيش سعيدًا بعد الزواج.
اكتفيت: لا مزيد من الوجع.. لا مزيد من الخذلان.
الزم حدودك: روشتة واقعية للتعافي من العلاقات المؤذية.