لحظات الألم
لحظات الألم
من منا لم يعانِ من كبد الحياة؟ ومن منا لم يتعرّض للجرح والألم والخذلان، حتى إذا جاءنا أحد وقال: اصبروا، نراها كلمة صعبة، ونرى تحقيقها شاقًّا على أنفسنا! ولكن.. لماذا لا نتفكر في أن حكمة الله تقتضي الأصلح لنا والأنفع لحياتنا، وأن كل دمعة تسيل على خدّ المؤمن لايضيّعها الله.
إن لحظات الجرح قاسية على النفس لا سيما إذا أتت في من ترتجي منهم خيرًا، ولكن تذكّر أن الأنبياء جُرِحوا من أقرب الناس إلى قلوبهم، بل في آبائهم وأزواجهم وإخوانهم، فهذا الجرح الذي تشتكي منه سيُعلِّمُك أن الناس ربما ينسون المعروف والجميل ولكن الله لاينسى!
وهناك ثلاث خطوات لتداوي جرحك، أولاها أن تتعلّق بالله المنّان، وبعدها عليك أن تعطي الجرح وقتًا كي يلتئم، ثم تستكمل حياتك وتعوّض ما فاتك.
وأنا لن أقول لك إن الحياة حلوة سهلة، بل نحن في كبد، لذا ستتعرُّض أيضًا للحظات من اليأس، لماذا؟ لأننا في دار ابتلاء، ولكن.. ما إن يتحطّم قلبك فاهرع إلى الله تعالى، و إياك والجزع، فأنت مؤمن ستواجه الإحباطات لأن الله معك، وقدرة الله أقوى من البلاء، تذكّر ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾.
الله تعالى هو الفتّاح، ارفع إليه حاجتك لتتغلب على ضيق صدرك.
وكذلك من ضمن المشاعر المؤلمة التي يتعرّض لها الإنسان لحظات القهر والمذلة، والعجز عن دفع الظلم، ولكن الله قادر على نصرك، فليس لك إلا العزيز القدير، كان من دعاء النبي ﷺ: “اللهم إنّي أعوذ بك من الهمّ والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال”.
وقد تمر عليك أيام تختفي فيها الابتسامة عن وجهك لأنك حزين منكسر، حينها لا تقلق، وتذكّر أن القرآن جاء بذكر كثير من لحظات الحزن، أي أن لحظات الحزن قد مر بها الأنبياء أيضًا، واحذر أن يأخذك الحزن للانغماس في الملذات والجرأة على الله، لأنك وقتها لن تحصل على المتعة بل سيضيق صدرك ربما لدرجة التفكير بالانتحار، فافهم مشاعرك وتعلَّق باللطيف وافهم حقيقة الدنيا وأن السعادة الحقيقية الخالصة في الجنة، فاسعَ لها.
الفكرة من كتاب عيش اللحظة
تختلف طبيعة اللحظات التي نعيشها في هذه الحياة، ولكن.. سواء أكانت تلك اللحظات جميلة أم مؤلمة، فكلها من الله، وكلها خير لنا؛ هذا هو حال المؤمن، يصبر على البلاء في الضراء ويشكر ربّه في الضراء، فكيف نحقق ماهيّة هذا الإيمان؟ وكيف نعيش كلّ لحظة؟
مؤلف كتاب عيش اللحظة
مصطفى حسني: داعية مصري ولد في 28 أغسطس عام 1987م، حاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة عين شمس عام 2000م، ويعمل حاليًّا معدًّا ومقدّمًا لبرامج دينية، ومن ضمن البرامج التي قدَّمها: (خدعوك فقالوا، وعيش اللحظة، وأهل الجنة)
ومن أبرز أعماله:
إنسان جديد.
الكنز المفقود.
مدرسة الحبّ.
خدعوك فقالوا.