لتسكنوا إليها
لتسكنوا إليها
يقول تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾، وإذا تأمَّلنا في الآية نجد أن الزوج هو من يسكن إلى الزوجة، وأن الزوجة هي السكن، وتأمُّلنا في الواقع يؤكد هذا المعنى، فكم من بيوت تستمر بعد موت الزوج بجهد من الأم فقط تكون فيه أمًّا وأبًا وتشمل أطفالها برعايتها نفقة وتربية، أما عند موت الزوجة فإن البيوت تنهار إذا بقيت بجهد الأب فقط، والرجل بمفرده لا يستطيع إقامة البيت.
والسكن هو اطمئنان النفس واستقرارها وسلامها في جو من الامتلاء والسرور، وقد عبر سبحانه بلفظ أزواج لا نساء، فهذا السكن لا يتحقَّق إلا عندما تكون العلاقة في إطار الزواج فقط، وقد عبر بـ”بينكم” تأكيدًا أن المودة والرحمة أمر تبادلي لا تتحقَّق من طرف واحد، هذا صنع الله فينا وقانونه واجب النفاذ، منذ خلق آدم ثم خلق حواء منه، لذا فعندما يتزوج الرجل فإنه يلتئم ببعضٍ منه.
والمودة والرحمة من صفات الله (عز وجل)، وهي معانٍ جليلة تفوق الحب، والمودة تكون في المسرات، وفي المضرات تكون الرحمة، فهما يشملان تقلُّبات الحياة التي لا بد أن تحدث، المودة هي خليط من الأنس واللين والبشاشة والألفة والميل، والرحمة خليط من التسامح وسعة الصدر والعطف والاحتواء والصبر، والمرأة بتكوينها أقرب إلى كل ذلك، لذا فإنها السكن الحقيقي، وهي التي تحرك تلك المعاني في قلب الرجل.
الفكرة من كتاب الزوج أول من يشكو
إن الرجل هو عماد الأسرة والمسؤول الأول عن استمرارها وحفظ أركانها، ولا يكون ذلك إلا لرجل حقيقي، تركن إليه أنثاه وتطمئن، فتطيعه وتستسلم له راغبة محبَّة فتكون بين يديه أنثى حقيقية، أما إذا لم تكن رجولته مكتملة في عينيها فإن نفس تلك المرأة تتحوَّل إلى وحش لا يُروَّض، ورجولة الرجل ليست فحولته، وإنما سلوكه النابع من قيمه ومبادئه، ولما يراه الكاتب من عظم دور الرجل في أسرته، أفرد كتابه هذا لعرض المشكلات الزوجية الناتجة عن “اهتزاز صورة الرجل أمام زوجته، أو أمام نفسه”، مشيرًا إلى بعض المفاهيم حول حقيقة الرجولة والأنوثة.
مؤلف كتاب الزوج أول من يشكو
عادل صادق طبيب نفسي وكاتب مصري، ولد عام 1943، حاصل على الدكتوراه في الأمراض النفسية والعصبية، عمل بالتدريس، وكان رئيسًا لقسم الأمراض النفسية والعصبية، وأسَّس مستشفى للأمراض النفسية والإدمان باسمه عام 2000، وكان رئيس تحرير مجلة الجديد للطب النفسي، وتوفي عام 2004، بعد أن ترك ما يزيد على ثلاثين كتابًا بالعربية والإنجليزية في مجالات الطب النفسي والأسرة.
ومن أبرز مؤلفاته:
متاعب الزواج.
مباريات سيكولوجية.
حب بلا زواج وزواج بلا حب.