لبيتٍ سعيد
لبيتٍ سعيد
يتعلم الأبناء كيف يتعاملون مع ظروف الحياة حين يراقبون سلوك والديهم، وتحدد الأمهات الحالة النفسية العامة للبيت، وتشكلن الجو السائد الذي يكبر فيه أبناؤهن حسب مزاجهن وسلوكهن، وذاك امتياز خاص يحملهن مسؤولية كبيرة، لذا لا بد أن تسعى كل أمٍّ إلى النضج العاطفي، فتكون واعية بذاتها وبحالتها المزاجية وأثرها، وتكون لديها القدرة على تنظيم مشاعرها والتحكم بها، فتبني أفعالها على بصيرة بشكلٍ يتفق مع أهدافها لا على العواطف أو العادات. يحتاج الأمر إلى أن تختار كل أمٍّ التركيز على أهدافها وأن تعيد ضبط البوصلة كل يوم بمراجعتها،
ويعينها على ذلك أن تكتب رؤيتها التي تضم إجابات لأسئلة مثل: ما الإرث الذي أود تركه؟ وما أهدافي الأساسية؟ وما الحكايات التي أود أن يرويها أبنائي عن طفولتهم؟ وما الكلمات التي أحب أن تُوصف بها البيئة في منزلي؟ ولتفكر كل أم في الخطوات التي يمكن أن تنفذها كل يوم حتى تصل إلى أهدافها، ولتتذكر أنه يمكنها دائمًا أن تتحسن وتتطور، وأن ترسم في أدمغتها مساراتٍ عصبية جديدة تركز على الجمال في اللحظة الحالية بدلًا من خوف المستقبل والندم على الماضي، وليس عليها أن تأخذ كل شيءٍ على محمل الجد، بل عليها أن تحافظ على روح الدعابة وتضحك كثيرًا مع نفسها ومع أطفالها، وأن تركز على الجانب الطريف من المواقف المحرجة التي يضعها طفلها فيها.
ولا يرغب الأطفال في أم مثالية خارقة أو أم مشغولةٍ منجزة بقدر ما يرغبون في أم سعيدة تمنحهم حبها ووقتها وحضورها وتضحك وتلعب معهم وتصغي لهم. لا ضير في انشغالٍ بأمور محببة تمنح الأم الفرح، لكن المشكلة تكمن في انشغال يستنزفها وينهكها في محاولة إثبات نفسها أمام الآخرين، فعليها أن تعرف متى تقول “لا” وأن تضع عائلتها أولًا.
الفكرة من كتاب نعمة الأم السعيدة – توقفي عن السعي نحو الكمال واعتنقي الفرح في الحياة اليومية
تقلب الأمومة حياة النساء وتغير أفكارهن وأحلامهن وأجسادهن؛ يجدن فيها كثيرًا من الأمور الجميلة والمثيرة والممتعة، لكنهن يواجهن أيضًا إرهاقًا وقلقًا وتحدياتٍ تسرق من سعادتهن، وعندما تبحث الأمهات عن السعادة في حياتهن اليومية، ربما يجدن أكثر الاقتراحات لا تناسب مشاغلهن، وينسين أن السعادة ربما تكمن في عشر دقائق من اللعب والمرح مع أطفالهن كل يوم يتناسَين فيها الضغوط،
عشر دقائق من الفرح والتواصل مع العائلة كل يوم يمكنها أن تصنع تغيرًا كبيرًا، والكتاب الذي بين أيدينا يحمل الكثير من الأفكار التي تساعد على بناء عادة السعادة في حياة كلِّ أم، وتساعدها على مواجهة الإرهاق والشعور بالذنب وطلب الكمال وغيرها من التحديات.
مؤلف كتاب نعمة الأم السعيدة – توقفي عن السعي نحو الكمال واعتنقي الفرح في الحياة اليومية
ريبيكا إيانس: كاتبة ومحررة، ومؤسسة موقع positive-parents.org وصفحة Positive Parenting: Toddlers and Beyond على فيسبوك، ومدربة معتمدة من معهد جاي للتربية | Jai Institute of parenting، تعمل محررة في موقع Motherly وفي مجلة Creative Child ومجلة Baby Maternity.
ومن مؤلفاتها:
The Newbie’s guide to positive parenting.
Positive parenting: An Essential Guide.
معلومات عن المترجمة:
علا ديوب: مترجمة سورية، ولدت في طرطوس، ودرست الأدب الإنجليزي في جامعة تشرين. ومن أعمالها: ترجمة “عزيزي أنا” و”متعة أن تكون في الثلاثين” و”أغرب عادات الشعوب” و”آباء أكفاء أبناء عظماء” و”أشياء جميلة”.