لا تُصبح طُعمًا للمتلاعبين
لا تُصبح طُعمًا للمتلاعبين
يُعد احترام الذات واكتساب الثقة بالنفس حصنًا لصد هجوم معدومي تحمل المسؤوليَّة ومفتقدي ثقافة الاعتذار، الذين يحاولون إسقاط أخطائهم وعيوبهم على الطرف الآخر بالتلاعب بالألفاظ، وقصقصة الآيات القرآنيَّة والأحاديث وتفريغها من سياقها حتى تخدم مصالحهم وأفكارهم المتطرفة، كالزوج الذي يُهدد زوجته بآيات وأحاديث عن طاعة الزوج، ويغفل مُتعمدًا عن آيات وأحاديث حق الزوجة، والأم التي تهدد أبناءها بغضب الله إن لم ينفذوا أوامرها، مما يؤدي إلى استسلامهم ورؤية العالم بعيونها.
هؤلاء يُشبهون صاحب الكرة الذي يفرض مكان اللعب وأسلوبه، وإذا أغضبه أحدهم يرحل دون مُقدمات، فهم يرغبون في وضع قوانين العلاقة وفرضها على الطرف الآخر، الذي إذا حاول الخروج من هذا الحصار والاعتناء بنفسه، تُقابل محاولاته بالرفض والسخرية، وهذا السلوك القاسي هو نتاج التربية في بيئةٍ خاليةٍ من التقدير والود والاعتراف بحق الغير وثقافة الاعتذار، مليئةٍ باللوم والنقد والعنف، حيث كان الأب يتعامل مع الزوجة والأولاد كما يتعامل مع مرؤوسيه في العمل، فيتواصل معهم بالأوامر والنواهي بأسلوب خالٍ من الحميمَّية وغير قابل للنقاش، ويخشى استخدام كلمات التشجيع، بل يضعهم تحت ضغط مُستمر بسبب عدم ثقته بهم، وعلى الرغم من عناء الأبناء والزوجة ورغبتهم في التخلص من هذا الأسلوب، فإنهم يتبعونه لأنه عزز بداخلهم مشاعر الكراهية والميل إلى العدوانية.
فبدلًا من أن يجنبوا أبناءهم المواقف الصعبة التي تعرضوا لها، يسقونهم من الكأس نفسها، إذ يرون الحياة من نافذة ضيقة تطل على خبرات سلبيَّة عقيمة للتربية، فيحصر الأب دوره في العمل وتوفير المأكل والمشرب، وتوجيه الأوامر والنواهي دون نقاش، وتبالغ الأم في سلوكياتها وإظهار مشاعر الغضب والحزن لإجبار أبنائها على الطاعة، والنتيجة أبناء معدومو الشخصية محرومون من حقهم في الاختيار، معرضون للدخول في علاقات غير صحية.
الفكرة من كتاب الزم حدودك: روشتة واقعية للتعافي من العلاقات المؤذية
هل سبق وشعرت في أثناء تعاملك مع شخص ما باستنزاف صحتك النفسيَّة والجسديَّة؟ وهل شعرت أن علاقتكما تتسم بعدم الأمان بسبب التوتر المستمر والشعور الدائم بالتهديد؟ ومن منكما يكون محقًّا؟ هل الطرف الآخر مُحق في كونك السبب وراء هذا التوتر؟ أم إنه هو السبب؟ هل يعقل أن كليكما السبب؟ ولكن مهلًا.. أيًّا كان السبب، لماذا تستمران في هذه العلاقة؟!
سنسكتشف من خلال هذا الكتاب العلاقات السامة وأثرها، وسر الوقوع فيها والتمسك بها، بالإضافة إلى بعض الأوبئة أو الفيروسات التي تتسبب في إفساد العلاقة.
مؤلف كتاب الزم حدودك: روشتة واقعية للتعافي من العلاقات المؤذية
علي موسى: كاتب وخبير في العلاقات وتطوير الذات، حاصل على البكالوريوس في علوم الاتصال من كلية الإعلام جامعة القاهرة، ودبلومة الصحة النفسيَّة من جامعة عين شمس، وشهادات من غرفة التجارة الأمريكيَّة والاتحاد الدولي للمدربين في مجال التطوير والقيادة، بالإضافة إلى شهادات من الولايات المُتحدة الأمريكيَّة في مجال التدريب، قدم عديدًا من الاستشارات والمحاضرات في العلاقات الأسريَّة وتطوير الذات داخل مصر وخارجها، كما صدر له عدد من المؤلفات، منها:
كتاب GPS: كيف تعيش سعيدًا بعد الزواج.
اكتفيت: لا مزيد من الوجع.. لا مزيد من الخذلان.
تعافيت: طريقك نحو التحرر من قيود التعلق العاطفي والإساءات النفسية.