لا تُبنى البيوت على الحب فقط!
لا تُبنى البيوت على الحب فقط!
بعد الزواج تزداد المسؤوليات، يسعى الرجل خارج المنزل لكسب قوت يومه، وتسعى المرأة داخل بيتها، وأحيانًا داخله وخارجه وتزداد عليها الضغوط، وتجدها في حالات نفسية سيئة، وعصبية دائمة وقد يعلو صوتها في بعض الأحيان، مما يثير غضب زوجها، الذي بطبعه يريدها هادئة رقيقة مطيعة، صوتها منخفض وبه رومانسية، وقد ينسى أن الضغوطات قد تجعلها تتخلى عن هذه الرومانسية، مثل الرجل الذي كانت زوجته رومانسية في بداية الزواج لكن مع زيادة الضغوطات، أصبحت تفقد صوابها ويعلو صوتها، فكان الطلاق بالنسبة إلى الزوج أمرًا حتميًّا، فذهب يشتكي إلى الخليفة وكان حينها سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، وعند باب داره سمع صوت زوجته وهي تعترض على شيء وتبث شكواها بصوت عالٍ على أمير المؤمنين! فاستغرب الرجل، وتراجع عن شكواه، وعندما سأله الخليفة عن سبب قدومه، قال له جئت أشكوك زوجتي فوجدت نفس الحال عندك!
فقال له الخليفة: “يا هذا، أو كل البيوت تبنى على الحب؟ فأين الرعاية وأين التذمم؟”، وكان يقصد بالرعاية بقاء التراحم والمودة حتى بعد غياب الحب والعاطفة، فالحل ليس في الهروب بل في التمسك باللحظات السعيدة، ويقصد بالتذمم: التصبُّر والسعي رغبة في عدم تشتيت البيت، يقول الرسول (ﷺ) في هذا الأمر: “لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ”، والمعنى ألا يحملك غضبك من صفة ما على فراق من معك، بل تصبر عليها بتذكر اللحظات السعيدة التي مرت عليكما والصفات الحسنة التي تتحلى بها لتنسيك القبيح.
والحقيقة أننا في بداية العلاقة نرى المحبوب وكأنه خالٍ من العيوب ثم نشعر بالصدمة بعد الزواج عندما نرى أنه يحمل صفات سيئة، وأنه قادر على الجرح والإيذاء بالكلمات والأفعال، هذه الصفات كانت موجودة منذ البداية هو لم يقصد خداعنا، نحن من كانت تعمينا المشاعر!
لكن تأكدا – أيها الزوجان- أن الاختبار الصادق لمشاعركما يبدأ منذ تلك اللحظة التي تدركان فيها اختلافكما، وتتحملان بصبر كل النقائص، وتستعدان لإكمال الرحلة رغم أي شيء، فهذا هو الحب الحقيقي.
الفكرة من كتاب الإجابة الحب
خلق الله سيدنا آدم أولًا، وعندما شعر بالوحشة خلق له أمنا حواء لتؤنسه وتكون شريكته في رحلته، وكان لله حكمة بالغة في خلق الرجل أولًا؛ ليرى العالم قبل أن تراه المرأة ويكتسب الخبرات قبلها، ليكون له السبق والقدرة على تقديم المساعدة، وهذا فيه شيء من قوامته، ثم كان من الحكمة أيضًا هذا التأخير ليكون هناك شعور بالحنين، أو افتقاد الكل الجزءَ الذي خُلق من ضلعه، وكان لهذا الترتيب أثر في اختلاف شخصية الرجل عن المرأة واختلاف تفكيرهما.
فكيف نعيش باختلاف؟ وكيف نفهم أنفسنا قبل أن نتهم الآخرين أنهم لا يفهموننا؟ ومع هيمنة المادة على كل حياتنا ما السبيل للشعور بأننا أحياء؟ هذه الأسئلة وأكثر يجيب عنها الكاتب ويخبرنا أن الإجابة عن كل المشكلات تكون “الحب”، لكنه يؤكد أنه ليس عصى سحرية بل يحتاج إلى خطوات أخرى عملية لتسانده.
مؤلف كتاب الإجابة الحب
كريم الشاذلي: إعلامي مصري وباحث ومحاضر ومتخصص في العلوم الإنسانية والاجتماعية، بدأ الشاذلي الكتابة عام 2005، حيث أصدر كتابه الأول “إلى حبيبين”، والذي حقق مبيعات وصلت إلى نصف مليون نسخة، وتوالت بعد ذلك كتبه التي تُرجِمَت إلى العديد من اللغات.
ومن أبرز مؤلفاته: “امرأة من طراز خاص”، و”اصنع لنفسك ماركة”، و”جرعات من الحب”، و”أفكار صغيرة لحياة كبيرة”، و”ما لم يخبرني به أبي عن الحياة”، و”الآن أنت أب”.