لا تهرب!
لا تهرب!
بدلًا من محاولة التخلُّص من المشاعر السيئة بالطعام، ربما يجب أن نكون قادرين على تقبُّل هذه المشاعر، وبدلًا من إلقاء اللوم على النفس والحديث إليها بشكل سلبي واتهامها بالتقصير أو الفشل، ربما يجب أن نكون قادرين على التعاطف معها، فأن نتعلَّم التعايش مع الانفعالات السلبية هو عين التقبُّل الجوهري، وهي طريقة بالأساس تُركِّز على ما هو قائم، بدلًا من ماذا تريده أن يكون، فنتقبَّل الموقف كاملًا دون محاولة تغييره أو مكافحته، وهي آلية قديمة للتعامل مع الانفعالات المضطربة.
وهناك بعض الآليات التي تساعد المرء على زيادة التقبل الذاتي، كأن يُردِّد: “أنا أتقبل حقيقة أنني لست مثاليًّا، وأنني أخطئ أحيانًا”، أو مواجهة النفس بالسؤال: ما المفزع في أن تشعر بالطريقة التي تشعر بها؟ كما أن البدء في كتابة اليوميات هو أمر فعَّال جدًّا ويسمَّى في علم النفس “العلاج بالسرد”، وهذه الطريقة لا تعالج مشكلة الأكل بدافع الانفعال فقط، بل أساسية في التنفيس عن المشاعر، وهي قائمة على التقاط المشاعر التي تؤرِّق صاحبها، فالمشاعر مجهولة مثل الأمواج الهائجة، لا بدَّ لها أن تهدأ حتى تُدرَك.
كذلك تساعد كتابة اليوميات على أن تصبح متيقِّظًا للأسباب التي تدفعك إلى تناول الطعام، وتساعد على مواجهة المخاوف من خلال فحصها بعمق، وتساعد على التفكير في الموقف الذي تمر به بطريقة أكثر واقعية وإيجابية، فهي تمنحك القدرة على التخطيط للمرة التالية التي تشعر فيها بالرغبة في تناول الطعام، هذا بالإضافة إلى أنها تعين الإنسان على أن يتذكَّر المواقف الحسنة والإيجابية الصادرة منه، فتكون بمثابة المُشجِّع له، بل تمنحه شعور الرضا في كثير من الأحيان حين يتذكَّر تلك المواقف، وذلك من خلال أن يعيد صياغة الموقف وأن ينظر إلى نفسه من منظور شخص آخر، فبدلًا من أن يقول فشلت في كذا وكذا، يقول أدركت أن كذا وكذا لا يصلحان.
الفكرة من كتاب 50 طريقة للترويح عن النفس بدون طعام
كم مرَّة قرَّرنا فيها الالتزام بالطعام الصحي وحدث لنا شيء نكرهه فلجأنا إلى الحلوى؟ كأن الطعام صديقٌ وفيٌّ يستطيع أن يُخفِّف من التوتر والقلق، نعم هذا صحيح! إذ إن الخُبراء يقدِّرون أن 75% من أسباب الإفراط في الطعام تعود إلى أسباب نفسية، وليس بدافع الجوع الحقيقي.
لذا يقدم هذا الكتاب تحليلًا للحالة النفسية للجوء إلى الطعام، وما المهارات التي تساعد الجسم على التخلُّص من التوتر والقلق من دون الطعام؟ وكيف نُفرِّق بين الجوع الحقيقي والجوع النفسي أو العاطفي؟
مؤلف كتاب 50 طريقة للترويح عن النفس بدون طعام
الدكتورة سوزان ألبرز: طبيبة نفسية مُعتمَدة بمستشفى كليفلاند كلينك هوسبيتال، وهي متخصِّصة في معالجة المشكلات المتعلقة بتناول الطعام، مثل فقدان الوزن، والشكل الخارجي للجسم، والوعي، وهي الكاتبة الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز.
بعد حصولها على درجة الماجستير والدكتوراه من جامعة دنفر، أنهت فترة تدريبها في جامعة نوتردام، وحصلت على زمالة ما بعد الدكتوراه في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، كما نظَّمت العديد من ورش العمل عن الأكل الواعي، والطرق السليمة لتناول الطعام في جميع أنحاء العالم، واقتُبِست أعمالها في عدد من المجلات العالمية مثل: The Oprah magazine، و Family Circle.
ألَّفت عدَّة كتب، منها: Eating Mindfully: How to End Mindless Eating and Enjoy a Balanced Relationship with Food ، Eat Q: Unlock the Weight-Loss Power of Emotional Intelligence.