لا تنسَ غايتك الرئيسة في الحياة
لا تنسَ غايتك الرئيسة في الحياة
ولأن العوائق الأساسية قوية قد تُبعد المرء عن النجاح والامتياز في دينه ودنياه، فإن فهمها ووضع الاحتمالات لها هو أمر ضروري، والحق أن أول لص للنجاح -بمفهومه الصحيح- هو الذي حلف بعزة الخالق (عز وجل) أن يُبعد عباده عن الطريق المستقيم، وهو الشيطان الذي له استراتيجيات ثلاث، وأولاها أن يوقع الإنسان في الشرك بالله بقولٍ أو فعل بعلم أو بدون علم، فإن لم يستطع فيتجه لإبعاد المسلم عن الطاعة وجعله ينحرف عن هدفه الرئيس في هذه الحياة، ثم أن يلبس باطله ببعض الحق، وعلى سبيل المثال يشتِّتك عن الخشوع والتركيز في صلاتك بالتفكير في أمرٍ من أمور الدنيا حتى ولو كانت أمورًا إيجابية تتعلَّق بأهدافك وتحقيقها، ولكن هذا ليس الوقت الملائم لأنك في حضرة المولى (عز وجل).
ويتحقَّق الامتياز بالالتزام الذي عليك أن تفهم معناه أولًا، فالالتزام لا يأتي في أوقات الرخاء، وإنما هو ما يظهر عندما تستيقظ في الوقت الذي تريد فيه أن تنام، وهو الذي يجعلك تقرأ وتتعلم في الوقت الذي لا تريد فيه ذلك وتحاول نفسك أن تجد كل الحجج والأعذار والمماطلة، إذًا فالالتزام يتطلَّب قوة عليك أن تسأل نفسك هل تمتلكها حقًّا؟ ثم يأتي بعد ذلك الانضباط الذي يعني الاستمرارية، فكل الناس يتمنَّون ويحلمون، وفئة قليلة هي من تبدأ، وفئة نادرة جدًّا هي من تلتزم حقًّا وتستمر، فرسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين سُئل عن أحب الأعمال إلى الله قال: “أدومها وإن قل”.
الفكرة من كتاب الطريق إلى الامتياز
لماذا نجد أناسًا متميزين فيما يفعلونه بشكل يجعلنا نتمنَّى أن نكون مثلهم ولكن نواجه صعوبة في ذلك؟ ولماذا نشعر أننا نمتلك الرغبة في تحقيق ما يعني التميز في حياتنا لكننا نتعثر أمام حاجز عدم معرفة كيف نبدأ؟ وإذا بدأنا فما هي إلا خطوات بسيطة ثم نملُّ راغبين عنها، هل يتوجَّب علينا فعلًا أن نمتلك أهدافًا أم أن الأمر أبسط من كل هذا؟
تميز “الفقي” في كتابه الطريق إلى الامتياز بأن جعله قصة لشاب تائه في حياته كالذي انقطعت عنه أسباب تحقيق ما يتوجَّب تحقيقه، لكنه لم ييأس في البحث عن رجلٍ حكيم نصحوه به، وبالفعل وجده بعد عناء، لتبدأ رحلة النصائح الثمينة.
مؤلف كتاب الطريق إلى الامتياز
إبراهيم الفقي (1950-2021)، هو مدرب ومتحدث تحفيزي، ورئيس مجلس إدارة المركز الكندي للتنمية البشرية، ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية، مثَّل مصر في بطولة العالم لرياضة تنس الطاولة عام 1969 بألمانيا الغربية بعد حصوله على بطولة الجمهورية، وقد اشتهر بمحاضراته التحفيزية التي استطاع من خلالها تدريب أكثر من 600 ألف شخص حول العالم باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.