لا تقلِّدي حماتك في حياتها!
لا تقلِّدي حماتك في حياتها!
ينصح هيكتور الزوجات بعدم تقليد أي وصفة لحماتها إلا بعد مرور الذكرى السنوية الثالثة لوفاتها، لأن القيام بذلك وهي ما زالت حية قريبة ما هو إلا خطأ كبير لأن الزوج سيقول إن مذاق طبخة زوجته ليس بمذاق طبخ أمه، بل إن المشكلة الكبرى تكمن في ظن حماتها بأن زوجة ابنها تفعل ذلك محاولة لأخذ مكانها في قلبه، ولكن بعد الوفاة ستكون هناك حرية لإحياء نكهات طعامها التي كانت تطبخه في أثناء حياتها، وسيكون المذاق تمامًا مضبوطًا، وبدلًا من الاستيلاء على مكانها، ستُبعث الحياة في ما كانت تطهوه من وجبات.
ولا تدفع هذه الوصفة العازبات للشعور بأن بقاءها هكذا أمر سيئ، فهناك من يتزوَّجن بغير إرادتهن وسعيدات، وهناك من يمضين إلى قاعة زواجهن دون التفكير بمدى مناسبة هذا الرجل أم لا، لكن هل يمكن تأكيد أن بعض النساء اللاتي يتقدَّم بهن الزمن، ويبقين عازبات بسبب انعدام عروض الزواج، هن نساء غير سعيدات؟
فمن غير المحبَّب السماح للخطَّابين والخطَّابات لاقتحام هذا العالم، الزواج كاليانصيب، فالكثير من الشباب داهمتهم السمنة بعد الزواج، وأصبحوا كالدكتاتوريين الكسالى، كالحمقى غير المهتمين بشيء، وكل همهم قراءة الصحف ومشاهدة التلفاز، أما فارس الأحلام القادم على حصان أبيض فهو حالة نادرة بالفعل، فينصح هنا هيكتور أيضًا العازبات بعدم اكتساب أسوأ الرذائل التي تميِّزهن، وهي الانشغال بالقيل والقال، من خلال رفض كل علامات الشعور بالمرارة، والانتقام للمتزوِّجات زواجًا تعيسًا، ورمي التعليقات الوقحة على جراجهنَّ، بل معاملتهنَّ معاملة المرأة الراقية المتفهِّمة.
الفكرة من كتاب وصفات لنساء حزينات
للطبخ معلمات بارعات فيه، لكن يطمح الكاتب هنا في البحث عن حلول لكآبة النساء من خلال كونه حارس الوصفات التي تعطِّر الخيالات والأحلام، فيضع لكل حالة شقاء وأسى وصفة شهية تساعدها على تخطِّي ذلك.
مؤلف كتاب وصفات لنساء حزينات
هيكتور آباد Héctor Abad: ولد في ميديلين 1958، وهو روائي وكاتب مقالات وصحفي ومحرِّر كولومبي، يعد آباد أحد أكثر كتاب “ما بعد الطفرة” موهبةً في أدب أمريكا اللاتينية، ويشتهر آباد برواياته الأكثر مبيعًا.
له العديد من المؤلفات، منها: Hides it”, “Narrow”, “Dawn of a husband”, “What was present”.