لا تغضب
لا تغضب
كثيرًا ما يغضب الإنسان إذا جرت الأمور على عكس ما يرجو، وسرعان ما ينسى أن ما وقع قد وقع لسببٍ وحكمة من الله -عز وجل- وإن خفيت على الإنسان، ولهذا كان من تمامِ الإيمان أن يؤمن الإنسان بأن كل ما يأتي من الله خير، وكانت أعظم الوصايا حين ذهب رجل إلى الرسولِ ﷺ وقال له: “أوصني”، قال له: “لَا تَغْضَبْ!”، فأخذ الرجل يكررها، ورسول الله ﷺ ثابت على إجابته ويرَدد مِرَارًا: “لَا تَغْضَبْ!”.
وعادة ما يكون المُتسبب في هذا الغضب واحدًا من اثنين: إما شعور الإنسان بأنه فقد السيطرة على الحوار، وإما أنه يشعر أن من يحاوره قد أهانه، وغالبًا ما تكون علامة الغضب الأولى هي ارتفاع ضغط الدم، والشعور بسخونةٍ تسري في الجسد، وحينما يبدأ الإنسان ملاحظة أولى خطوات انفعاله، يجب عليه أن يبدأ محاولة مُعالجة الأمر.
فإن كان السبب هو شعوره بفقدان السيطرة على مجرى الحوار، فعليه في هذه اللحظة أن يبدأ بالتفكير في مفهوم عبوديته لله، وأن هذا الكون بكل ما فيه يجري بأمر الله، لا بأمره هو، وفي هذا يحكي الكاتِب موقفًا حدث له مع الداعية الإسلامي علي زين العابدين الجفري، إذ كان يوصِلهُ إلى المطار، وتأخرا كثيرًا على موعد إقلاع الطائرة حتى فاتته، فبدأ الحبيب علي الجفري يردد: “قدر الله وما شاء فعل”، وحين سأله الكاتب أحمد الشقيري كيف له أن يكون بهذا الهدوء في مثل ذلك الموقف، أجابه قائلًا: “إننا عبيد الله يُسيرنا كيف يشاء!”.
أما إن كان ما تسبب في غضبك هو شعورك بأن من أمامك يتعمد إهانتك، فعلاج ذلك يكون بحسن الظن بالنّاس، فربما كان هذا هو أسلوب الشخص المعتاد، وربما يمر بظروف صعبة، وربما هاجمك لأنه فهم قصدك بشكلٍ خطأ.
الفكرة من كتاب خواطر شاب
يقول الفيلسوف والحكيم اليوناني سُقراط: “إن الحياة الحقيقية هي البحث المتواصل عن العِلم الحقيقي”، وهذا تمامًا ما حواه هذا الكِتاب بين دفتيه، فهو يُعد خُلاصة تجارِب الكاتب وفِكره بعد أن تأرجح بين أقصى اليمين وأقصى اليسار، فكتب مجموعة من المقالات يُخاطب بعضُها القلب والروح، وبعضها الآخر يخاطب العقل والفكر، أما الجزء الثالث منها فيدور حول تطوير الذات وتنميتها.
مؤلف كتاب خواطر شاب
أحمد الشقيري: إعلامي سعودي الجنسية، حصل على درجة البكالوريوس في تخصص إدارة النُّظُم من إحدى الجامعات في مدينة (لونج بيتش – Long Beach) بولاية كاليفورنيا في الولايات المُتحدة الأمريكية، بدأ مسيرته بتقديم البرامج الفكرية التليفزيونية التي تحث الشباب على النُّضج عام 2002م، وذاع صيته في المملكة العربية السعودية والوطن العربي بعد تقديمه سلسلة برنامِج “خواطر” تحديدًا.
له عِدّة مؤلفات أخرى، ومنها:
أربعون.
رحلتي مع غاندي.
خواطر 2.
خواطر شاب من اليابان.
لو كان بيننا.