لا تستهدف التميز.. فأنت تحظى به بالفعل
لا تستهدف التميز.. فأنت تحظى به بالفعل
خلق الله البشر على هذا الكوكب متشابهين في صفاتٍ عامة كالحواس ومقدار ما لديهم من الوقت في اليوم، وكذلك العقل البشري والطاقة، هذا مع الوضع في الاعتبار التفاوتات والاستثناءات، وبما أن البشر متشابهون في هذه الأشياء العامة فلماذا إذًا نرى أشخاصًا متميزين في حياتهم وأشخاصًا غير متميزين؟ والحق أن الفئة الأولى تستخدم ما حباها الله به من الوقت والعقل والطاقة والحواس، ثم توظفها فيما يكون للتميز والسعادة، أما الفئة الأخرى فهي تستخدمها أيضًا ولكن بلا فائدة كالشكوى الدائمة والمقارنات، وببساطة فإننا جميعًا نريد التميز، لكن المشكلة أن أغلبنا لا يفعل ما يتطلبه الأمر حقًّا لتحقيق ما يريده.
وقد خلقنا الله جميعًا مميزين، إذًا فنحنُ لسنا في حاجة إلى اكتساب صفة التميز، لكن مكمن الأمر هنا هو توظيف ما أنعم الله به علينا في الطريق إلى الامتياز، وعلى الإنسان أن يمتلك رؤية عامة لما ينويه في حياته حقًّا، وما يرغب في الوصول إليه في نهاية الطريق، ثم يحدِّد الأهداف المرغوبة، فيجعل الطريق نفسه منذ بدايته محددًا بأهداف وكل هدف يخدم ما يليه، فذلك الشخص الذي يحلم بتعلم مهارة أو تأسيس مشروع يجب ألا يكون كأولئك الأشخاص الذين يكتفون بالحلم في خيالهم ثم لا يعملون لأجله حتى ينسوه، وهنا عليه أن يوازن بين العمل والاجتهاد وبين تطوير النفس المستمر بالتعلم حتى يحقق ما تتطلَّبه الرؤية من مالٍ وعلم، ثم ينتقل إلى الخطوة التي تليها في بدء تطوير العمل والصعود شيئًا فشيئًا بحيث يجعل تركيزه على الهدف القريب أكثر من الأهداف الأخرى البعيدة.
الفكرة من كتاب الطريق إلى الامتياز
لماذا نجد أناسًا متميزين فيما يفعلونه بشكل يجعلنا نتمنَّى أن نكون مثلهم ولكن نواجه صعوبة في ذلك؟ ولماذا نشعر أننا نمتلك الرغبة في تحقيق ما يعني التميز في حياتنا لكننا نتعثر أمام حاجز عدم معرفة كيف نبدأ؟ وإذا بدأنا فما هي إلا خطوات بسيطة ثم نملُّ راغبين عنها، هل يتوجَّب علينا فعلًا أن نمتلك أهدافًا أم أن الأمر أبسط من كل هذا؟
تميز “الفقي” في كتابه الطريق إلى الامتياز بأن جعله قصة لشاب تائه في حياته كالذي انقطعت عنه أسباب تحقيق ما يتوجَّب تحقيقه، لكنه لم ييأس في البحث عن رجلٍ حكيم نصحوه به، وبالفعل وجده بعد عناء، لتبدأ رحلة النصائح الثمينة.
مؤلف كتاب الطريق إلى الامتياز
إبراهيم الفقي (1950-2021)، هو مدرب ومتحدث تحفيزي، ورئيس مجلس إدارة المركز الكندي للتنمية البشرية، ورئيس مجلس إدارة مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية، مثَّل مصر في بطولة العالم لرياضة تنس الطاولة عام 1969 بألمانيا الغربية بعد حصوله على بطولة الجمهورية، وقد اشتهر بمحاضراته التحفيزية التي استطاع من خلالها تدريب أكثر من 600 ألف شخص حول العالم باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.