لا تحمِ نفسك بالقلق
لا تحمِ نفسك بالقلق
إن بعض الناس يتخذ القلق كوسيلة لتجنُّب المشاعر الصعبة بدلًا من مواجهة مخاوفهم، فالشخص القلق يخطو خطوات دقيقة جدًّا بينما يجب عليه أن يخوض التجربة حتى يتخطَّاها.
ولا بد أن يتعلم الجميع مهارة التنفيس عن المشاعر، إذ إن الأشخاص الذين يكبتون مشاعرهم يصبحون عاجزين في بعض الأحيان عن وصفها، ولا يعلمون هل هم مصابون بالتوتُّر أم الوحدة أم الغضب، لذلك ربما تساعدهم طريقة الكتابة على تحديد المشاعر وملاحظة أبعادها، ولا ينبغي أن يتبنَّوا معتقدات سلبية حول مشاعرهم، بل لا بد أن يتعاملوا معها بطريقة صحيحة.
إنك أيها الشخص القلق إذا لم تتقبَّل مشاعرك لن يسعك أن تفعل شيئًا حيالها، بل من الممكن أن تتفاقم وترهقك أكثر، واعلم أن الجميع تنتابهم مثل هذه المشاعر، وأنك في كثير من الأحيان ستكون مشاعرك مختلطة ومتناقضة، لذلك ليس هناك داعٍ بأن تشعر بالوِحدة أو تشمئز من ذاتك! كما أن إحساسك بالوقت وأسلوب تكيُّفك معه له آثار في حالات القلق والضغوطات التي تتعرَّض لها، فهناك ضغوطات معيَّنة متعلِّقة بالوقت، ولكي تخفِّف من حدَّة قلقك من فوات الوقت تعامَل مع الوقت ببعض الاستراتيجيات، مثل أن تتخلَّص من عنصر الإلحاح، وأن تضع مخطَّطًا للوقت، وأن تجمِّل اللحظة وتقدِّرها حق قدرها.
أمَّا إذا كنت تُعاني القلق الاجتماعي وتخشى ألَّا تكون محبوبًا، فهذا يعني اعتقادك بأن الآخرين سوف يعاملونك بالانتقاد ويراقبون أفعالك، لذلك تبدو شديد الحساسية، وقد يكون هذا الشعور نابعًا من حقيقة قلَّة احترامك لذاتك، لذلك ركِّز على التهديد الأعمق بداخل نفسك، وسبب تكوينك للصور المشوَّهة عن الذات، وتحدَّ هذه المعتقدات السلبية.
وهناك من يقلقه الهجر فيخشى أن يتركه شريك حياته، حتى يصل إلى درجة الإعراض عن إقامة العلاقات، وأسوأ الطرق التي من الممكن أن تستخدمها للتكيُّف مع الهجر هي أن تقلِّل خسارتك بواسطة إقامة علاقات إضافية، أو أن تختار الناس الأقل جاذبية، أو أن تُركِّز على التصرُّف المستمر بشكل رائع وجذاب.
الفكرة من كتاب علاج القلق (سبع خطوات لمنع القلق من إعاقة حياتك)
من منَّا لا يصيبه القلق؟ بالتأكيد لا أحد! ولكن ماذا لو كان هذا القلق بشكل مرَضيٍّ ومُفرِط؟
هل سنستسلم له ونُعطِّل حياتنا خوفًا من العواقب؟ إن هذا الكتاب سيساعدك على محاولة التخلُّص من مشاعر القلق غير المبرَّرة، كما أن الكاتب يوضِّح فيه كيفية جعل القلق مثمرًا وبنَّاءً.
مؤلف كتاب علاج القلق (سبع خطوات لمنع القلق من إعاقة حياتك)
روبرت إل. ليهي: أمريكي الجنسية، درس البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في جامعة ييل، وأكمل الزمالة ما بعد الدكتوراه في قسم الطب النفسي بجامعة بنسلفانيا، وهو مدير المعهد الأمريكي للعلاج المعرفي بمدينة نيويورك، وأستاذ علم النفس السريري في مجال الطب النفسي، كما أنه يعمل باللجنة الاستشارية العلمية للتحالف الوطني للمرضى العقليين، ويعمل أيضًا على عدد من اللجان العلمية لمؤتمرات دولية حول العلاج السلوكي المعرفي من مؤلفاته: “تنظيم العاطفة في العلاج النفسي“، و”العلاج النفسي للاضطراب ثنائي القطب“، و”التغلُّب على المقاومة في العلاج المعرفي“.