لا تحرموا أولادكم من بركات دعائكم
لا تحرموا أولادكم من بركات دعائكم
مفتاح سعادة كثير من الأبناء يكمن في دعاء الآباء لهم، وتحقق دعواتهم الطيبة، وسبب شقاء الكثيرين كان دعاء آبائهم عليهم بالسوء، وتحقق تلك الدعوات السيئة، وقد قال رسول الله (ﷺ): «ثلاثُ دعواتٍ لا تُرد: دعوةُ الوالد لولده، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر» ودعاء الأب لابنه مقبول بإذن الله لا محالة، سواء طالت المدة أو قصرت. وقد حث الرسول (ﷺ) على عدم الدعاء على الأبناء بالسوء وقال: «لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم» وقد شبه الكاتب من يدعو على ابنه بقاذف الحجر، الذي لا يدري أيًّا من أحجاره سيصيب الهدف، كما أمرنا الرسول بعدم الدعاء على الأبناء في ساعة الغضب، ومن فضل الله علينا أنه لا يستجيب جميع دعوات الآباء على أبنائهم، لكن لو صادف الدعاء ساعة إجابة واستُجيبت تلك الدعوات السيئة، فسيلحق الندم الآباء وقت لا ينفع الندم.
ومن كان يعاني من سوء خلق أحد أبنائه، فأفضل حل هو أن يدعو له بالهداية، ولا يتوقف عن الدعاء له مهما طال الزمن، لأن الأمل في صلاح الحال موجود، ومن قطع الرجاء في ربه، فقد أساء في حق مولاه، فحتى لو دعوت الله أن يصلح لك ابنك عشرين عامًا، فلا يحق لك أن تيأس وتتوقف عن الدعاء، فمن ظن بالله خيرًا فله الخير، ومن ظن بالله شرًّا فله الشر، وقد قال الله تعالى﴿وَلَا تَيْئَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ وقصة سيدنا نوح عليه السلام تحمل في طياتها الإجابة، فقد ظل يدعو ربه أن يهدي ابنه ولم يتوقف ولم يقنط، إلا عندما أخبره الله بأنه ليس من أهله وأنه عمل غير صالح، والدعاء على الأبناء أحد أهم أسباب حزن الأطفال دون أن ندري، وأغلب الأطفال يتذكرون دعوات آبائهم عليهم، ويلازمهم الحزن بسبب ذلك طوال حياتهم، ومن الأفضل أن تدعو لهم بالهداية والبركة
الفكرة من كتاب من اليوم لن تنام حزينًا يا بُني
نحن في زمن تكثر فيه الأحزان والهموم، ولا يُستثنى من ذلك الصغار، فتجد الأحزان تهاجم الأطفال يوميًّا وهم في أشد الحاجة إلى من يُربِّت على أكتافهم، ويزيل أحزانهم. وللنجاح في تلك المهمة، قدم لنا هذا الكتاب مئات الحلول الواقعية البسيطة لمساعدة الوالدين على التغلب على أحزان أطفالهم، عن طريق طرح الكاتب لأكثر المشكلات التي يواجهها الأطفال، وكيف يجب على الآباء حلها بطرق تخلو من الغضب، والعنف، جاعلًا هدفه هو تكوين أسرة سعيدة، تبعث في أفرادها الراحة، والاطمئنان، ولا شيء أحب إلى الله من سرور تدخله على قلب أخيك المسلم. وقد كان النبي محمد (ﷺ) أكثر الناس حرصًا على مواساة الصغار وقت حزنهم
مؤلف كتاب من اليوم لن تنام حزينًا يا بُني
عبدالله محمد عبد المعطي: مستشار، وخبير تربوي، له عديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة، التي تختص بالتحدث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة.
ومن مؤلفاته: “علم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”، “علم ابنك كيف يكره أخاه”، “الفتاة لمن تشكو أحزانها”، “فن صناعة الذكريات مع الأبناء”، “يا بني كن هذا الرجل”، “كيف تأمر ابنك بالصلاة وتسألهم عنها”، “بكاء أطفالنا متى ينتهي”، “تربية العظماء”.