لا تتعجَّل الاختيار!
لا تتعجَّل الاختيار!
عند الإقدام على الخِطبة قد نرى أن بعض الأشخاص لا يتحرَّون الدقَّة في الاختيار، بل ويتساهلون في القبول بالصفات السيئة، وهذا ضد مبادئ ديننا، فبعد القبول والراحة لا بد أن ينظر الشخص إلى الأخلاق والدين والصفات الحسنة، وقد قال رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم): “إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه”، فقد يكون التأخُّر في الزواج خيرًا من الاستعجال والندم، فعلى الأُسرة ألا تضغط أبناءها بكثرة المشكلات والضغوطات حتى لا يفر هؤلاء الأبناء من جحيم الوالدين إلى حياة أكثر إيلامًا وتعقيدًا!
ولهذا يتحتَّم على الوالدين أن يسعوا وراء سعادة أولادهم لا أن يفرضوا آراءهم، وخصوصًا على الفتيات اللاتي لهنَّ حق الرفض مثل الذكور تمامًا، ومع ذلك فإننا نوصي الشباب والبنات بعدم المبالغة في المواصفات المطلوبة، وليس على الفتاة أن تفتتنَ بالقصور والأموال الكثيرة، لأن العبرة تكون بالاحترام والتقوى.
أمَّا عنِ العلاقات المحرَّمة المليئة بالتمادي قبل الزواج، فهذه بخاصَّةٍ قد تكون سببًا في كثرة الشك بعد الزواج، حيث يجد الإنسان في قلبه كثيرًا من الصراعات والقلق بسبب هذا التمادي الذي حصل سابقًا، وكذلك فإن وجود المنكرات داخل البيوت تكون سببًا في الهمِّ والكدر.
إن الراحة والتوافق الديني والفكري مهمَّان في الحياة الزوجية، فما أجمل الزوجين حينما يكون كلاهما عونًا للآخر على الخير والصلاح والاستزادة في العلم، فنحن نرى الكثير من النماذج الجميلة التي تكون فيها الزوجة عونًا لزوجها على الصلاة وأداء الطاعة وترك المنكرات.
الفكرة من كتاب رحلة النجاح بين الزوجين
رحلة الزواج، رحلة عظيمة تستلزم منا التعقُّل والصبر، فالزواج نعمة من نعم الله على الإنسان، وهو ميثاق غليظ يمنُّ الله به على عباده، ولكننا نجد من لا يقدِّر هذه العلاقة، بل ونجد من يكدرها ويجعلها سببًا للتنغيص والغم.
وفي هذا الكتاب يخبرنا الكاتب يحيى العماري كيف نرتقي بحياتنا الزوجية ونجعلها مريحة ومستقرَّة بدلًا من أن تكونَ مليئة بالشقاق والتصدُّع.
مؤلف كتاب رحلة النجاح بين الزوجين
فهد بن يحيى العماري: سعودي الجنسية، وهو قاضٍ بالمحكمة الجزئية في مكة المكرمة.
من مؤلفاته: “زاد الصائم”، و”التحفة في أحكام العمرة والمسجد الحرام”، و”حنين الأفئدة”، و”التواضع العلمي”، و”معاناة شاب”.