لإقناع الضحية يخلق المحتالون نجاحًا وهميًا
لإقناع الضحية يخلق المحتالون نجاحًا وهميًا.
هل سبق لك أن رأيت شخصًا في كازينو، وتساءلت عن سبب استمراره في وضع رهانات أكثر فأكثر؟ غالبًا ما يرجع ذلك إلى أولِ رِهان ربِح فيه، وهذا ما يعطي المُقامر وهمًا زائفًا بالنجاح، ويشجعه على الاستمرار حتى في مواجهة الخسائر المتزايدة.
يُعتبرُ المحتالون خبراء في خلق وهم للنجاح، والاستفادة من هذا التفاؤل الخاطئ.
في عام 1889 طلب وليام ميلر من الأصدقاء، استثمار عشرة دولارات في أعماله التجارية، حيث أخبرهم أن لديه معرفةً داخليةً، تضمن لهم عائدًا أسبوعيًا بنسبة 10٪ على استثماراتهم، وقد انتشر مخططُهُ السحريُ، وسرعان ما كان الناسُ يصطفّون للمشاركة. و لم يدرك المستثمرون أنه لاتوجد أيُ استثماراتٍ على الإطلاق. فكان ميلر يقوم ببساطة بجمع أموال جديدة، واستخدامِها لدفع العائدات الأسبوعية للمستثمرين السابقين.
ولكن لماذا نحن حريصون جدًا على الوقوع في مخططات مثل هذه؟
ذلك لأن الكثير من الناس يميلون بشكل طبيعي إلى التفاؤل بشأن المستقبل. هذا ما يجعلهم متلهفين لشراء النجاح الوهمي من المحتالين.
أظهرت دراسة نفسية أجريت عام 1990، أن جميع طلاب الجامعات، سيبالغون في تقدير مدى سعادتهم في الفصل الدراسي القادم، بنسبة تتراوح بين 10 إلى 20 في المائة عن عامِهُم الحالي. وشمِل ذلك أفكارَهم حول مدى ارتفاع درجاتهم، وكيف ستتطورُ علاقاتُهم.
يريد الناسُ أن يصدقوا أن الأمورَ سوف تسير على ما يرام، مما يجعلهم حريصين على تصديق قصص مشبوهة، كان ينبغي مواجهتُها بالتشكيك.
الفكرة من كتاب لعبة الثقة
من المحتملِ لأي شخصٍ أن يصبح ضحيةً للعبة الثقة، فكثيرٌ من الناسِ قد خُدعوا على الأرجح لمراتٍ عدةٍ في حياتهم، دون أن يلاحظوا ذلك على الإطلاق. إنَّ المحتالين بارعون في رؤيةِ الناسِ، ويجتهدون دومًا لاستكشافِ نقاط ضَعفِهِم، واستغلالها بلا هَوادة. ولسوء الحظ، فكلُ شخصٍ لديه الكثيرُ من نقاطِ الضَعف.
ولكن لحسن حظك، سوف نكشف هذه الطرق، ونعرف كيف يكتسبُ المحتالون ثقتك خطوةَ بخطوةِ؟..
هذه المعلومات ستكون في متناول يدك، بغض النظر عما إذا كنت تريد حماية نفسك من المحتالين المحترفين، أو ربما تفكر في الانضمام إلى صفوفهم.
مؤلف كتاب لعبة الثقة
ماريا كونيكوفا Maria Konnikova: كاتبة وعالمة نفسانية أمريكية روسية. لديها درجة البكالوريوس في علم النفس والكتابة الإبداعية من جامعة هارفارد وحصلت على درجة الدكتوراه في علم النفس من جامعة كولومبيا. عملت منتجة تلفزيونية وكتبت للعديد من المجلات والمنشورات على الإنترنت، وكتبت كتابين في نيويورك تايمز الأكثر مبيعًا، وهما:
لعبة الثقة.
كتاب العقل المدبر: كيف تفكر مثل شارلوك هولمز.