كُن ولا تكُن
كُن ولا تكُن
إن ما تفعله يعكس ما تحمله في قلبك، وما تقوله يُرينا من أنت، تابع أفعالك لترى حقيقةً ما يحمله قلبك، لن يكفيك أنك تفكر في الخير.. عليك أيضًا أن تفعله، وأسمى مشاعر الخير ما يجب فيها أن تحب وترحم من حولك، فالرحمة تقوم على أساسين؛ النية الطيبة والفعل الحسن مع الآخرين، فهما يزيدان من شعورك بالامتنان لنفسك ولمن حولك.
أن ترحم يعني أن تعفو عن الخطأ، وتبتسم في وجه غيرك، وتمنحهم قدرًا من مالك واستطاعتك حين يحتاجون إليك، وأن تدرك مشكلاتهم وآلامهم وتساعدهم دون مقابل، لذا كُن رحيمًا، واغمر من حولك بالحُب.
وكما يقول الكاتب “إن على الشخص فعلًا أن يعطي من أجل العطاء فقط، لا أن يحصل على شيء في مقابله، وهذا بالفعل هو ما تفعله عندما لا تفصح عن عطفك للآخرين”، لذا إن أردت أن تكون مُحسنًا عطوفًا لا تتردد في إخفاء ذلك أحيانًا عن الآخرين، وذلك حتى تخرج عطفك تجاه المحتاجين بصدق، كما أن عليك أن تكون متواضعًا مع الآخرين، وخدومًا لهم، ولا بأس أحيانًا أن تتظاهر أنك أقل منهم ثقافةً ومعرفةً كي ترى عيوبك وتُبصر ما يُميزهم.
ولا تحدد بوصلتك تجاه نفسك طوال الوقت، بل فكر في غيرك أيضًا، حينها ستتوقف عن مقارنة نفسك بغيرك، وعن الانتقاد غير المبرر لغيرك، عندها ستظهر بشكل أفضل، وستحمل في قلبك التواضع والسلام الداخلي.
ببساطة لا تكُن أنانيًّا تمامًا بل اترك القليل من الأنانية النافعة فقط، ولا تكُن ناقدًا هدَّامًا لمن حولك فيبتعد عنك الجميع، فالناقد ينشغل بصفات غيره وعيوبه ولا ينظر إلى نفسه أبدًا، ذكر نفسك كل يوم أن تحترم بشرية من حولك وعيوبهم.
ولا تكُن واقعيًّا أكثر من اللازم ولا خياليًّا أكثر أيضًا، بل كُن وسطيًّا كي لا تُصاب بخيبة الأمل، فالقليل من كليهما نافع والكثير منهما مُضرّ، انغمس في التخطيط لأعمالك وصدقني ستكون النتيجة مُذهلة.
الفكرة من كتاب لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر
الحياة مليئة بالكثير والكثير كي نعيشه، ونجربه، ونتمتع به، وأيضًا نغضب ونحزن لأجله، لذا اختر ما يستحق ذلك منك، وتعامل مع الأمور بحجمها لا تُضَخِّم صغيرًا ولا تَستصغِر كبيرًا، وكما يُقال إذا وُجب عليكَ القتال فاختر ما يستحق أن تُقاتل لأجله، فلا تستنفد طاقتك في كل معركة، وكلما نظرت إلى مرآة الحياة حاول أن تكون أنت لا أن تكون نسخة مكررة، ولا بأس ببعض الخيال لكن لا تحول حياتك من واقع إلى حلم يقظة تستمتع به فقط في خيالك غير مُحقق أي إنجاز.
ولا تنس أن السعادة لا تدوم للأبد، ولا الحزن أيضًا، حارب كل شعور سلبي يقعدك عن العمل، واستمر لأن دوام الحال من المحال، لذا تعالَ معنا اليوم في رحلة مع كتابنا كي تتعرف الكثير من صغائر الأمور التي نخوضها يوميًّا في حياتنا كي تتجنبها، ولا تستهلك نفسك لأجلها، ولكي تسعد بالقليل حتى يصبح كثيرًا.
مؤلف كتاب لا تهتم بصغائر الأمور فكل الأمور صغائر
ريتشارد كارلسون: متحدث تحفيزي وعالم نفس وكاتب أمريكي، ولد في بيدمونت في الولايات المتحدة، وله مؤلفات عديدة أخرى منها: Don’t Worry, Make Money،
You Can Feel Good Again: Common-Sense Therapy for Releasing Depression and Changing Your Life.