كُن إيجابيًّا
كُن إيجابيًّا
إنّ العادة الأولى والمؤثرة في العلاقة الأُسرية هي أن يأخذ كُلُّ فردٍ في الأسرة على عاتقهِ زِمام المُبادرة في إصلاحِ العَطَب النَّاشئ عن سوء الفهم، والتركيز على رد الفعل الشخصيّ عِوضًا عن التأثّر بالواقع المحيط، ويَلزمُ ذلك أن يكون الفرد على قدرٍ من الوعي، الذي يمنحه القدرة على الضغط على زِر الإيقاف، مما يُجنبه الوقوع فريسة للحظة الاندفاع العاطفيّ التي يتبعها حتمًا الندم، ويُمكِن تطبيق هذه النظرية عن طريق استغلال المِنح الإنسانيّة الأربع التي يتميّز بها الجنس البشريّ إلّا من يُعانون الإعاقة العقليّة التي تحول بينهم وبين هذهِ المنح، وأولى هذه المنح هي الوعيُ بالذَات، وهي القدرة على مُلاحظة الأفعال ومعرفة الخواطر المُنشئة لهذه الأفعال تحديدًا، والمنحة الثانية هي القدرة على التقييم،
وهي المُتمثّلة في الضمير، أي القُدرة على تصنيف الأفعال الشخصية تحت بند الصواب والخطأ، والمنحة الثالثة هي الخيال، وهو القدرة على التملُّص من التجارب الشخصية السابقة ووضع توقعات جديدة مختلفة بشكلٍ كُليٍّ، أمّا المنحة الرابعة فهي القدرة على التصرّف، وتعني المسؤوليّة الفرديّة عن إدارة الذات والانفعالات، وقد أضاف الكاتب من وجهة نظره منحة خامسة أقرّها وزوجته، وهي روح الفكاهة، لكنّها ليست على قدر المنح الأربع الأساسيّة نفسه، بل هي مزيجٌ مُبتَكَر من المنح الأربع، إلّا أنها أمر بالغ الأهميّة في الحفاظ على التماسُك الأُسريّ، وهذه المنح يمكن تنميتها عن طريق التفكير خارج الصندوق، وإطلاق العنان للنفس في مسارِ التغيير، وتعزيز المسؤوليّة عن طريق التركيز على دائرة التأثير في الحياة التي يمكن للإنسان أن يؤثر فيها،
لا عن طريق التركيز على دائرة الاهتمام التي يغرق فيها أغلب البشر، والتي تؤثر سلبًا في دائرة التأثير، ويُمكنك ملاحظة دائرة اهتمامك عن طريق لُغتك اليوميّة، فإن كان التركيز في حديثك على اللوم والعتاب أكثر من تركيزك على إصلاح ما فسد، فهذا يوقعك فريسة للغرق في دائرة الاهتمام، وللإجابة عن سؤال “كيف يمكنك تطبيق هذه المُلاحظات؟” ستجد الإجابة هي العمل بطريقة شبيهة بالبنك، لكن استبدل العواطف بالأموال، فيكونُ الإيداع فيه قائمًا على مواقف المُبادرة والثقة المُتبادلة بينك وبين أفراد أسرتك، والسحب يكون حين يحدث ما هو معاكِس لهذهِ القِيَم، وتكمُن العواطف المُمثلة لرصيد بنك العواطف في: الاعتذار، والصَّفح، والولاء للغائبين، أي الحديث عنهم في غيابهم كما لو كانوا حاضرين، والوفاء بالعهود.
الفكرة من كتاب العادات السبع للأسر الأكثر فعاليّة
هذا الكِتاب عرضٌ على نمط كتاب الكاتِب نفسه “العادات السبع للناس الأكثر فعاليّة”؛ يعرضُ فيه سبعَ عاداتٍ مُؤثرة في بناء الكيان الأُسريّ، ومواجهة التحديات المُتزايدة في زمننا المُعاصر المؤدية إلى تفكك الأُسَر وانحلالها، وقد حدد الكاتب ثلاثة أهدافٍ لهذا الكِتاب، وهي تكوين رؤية واضحة للوجهة، وتكوين خطة للطيران، وتحديد البُوصلة، وقد حاول الكاتب تحقيق هذه الأهداف عبر التعمّق الواقعيّ في حياة الأسر في عصرنا هذا، والواقع الذي تنشأ فيه.
مؤلف كتاب العادات السبع للأسر الأكثر فعاليّة
ستيفن كوفي: كاتب ومؤّلف أمريكيّ وُلِد عام 1932م، بولاية “يوتاه”، وتوفي عام 2012م، عن عُمر يناهز تسعة وسبعين عامًا، حصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال بجامعة “يوتاه”، ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة “هارفارد” في التخصص نفسه، وحصل على الدكتوراه من جامعة “بيرجهام يانج” تخصص التعليم الدينيّ، وهو أبٌ لتسعة أبناء، ومُديرُ مؤسسة “فرانكلين كوفي” الواقعة في مدينة “ويست فالي سيتي” الأمريكيّة، وهي مؤسسة استشارات وتدريب للمؤسسات والأفراد، لهُ العديد من المؤلفات أشهرها كتاب “العادات السبع للناس الأكثر فعاليّة“، وكِتاب “الأَوْلَى أولًا“.