كُلكم راعٍ
كُلكم راعٍ
إن الأشهر الأولى للطفل هي أفضل مرحلة للبَدء في التربية العقدية، وكلما كان المربُّون يتحدَّثون مع أطفالهم عن الله مُبكِّرًا كان الأطفال أسرع في التعلُّق بالله (سُبحانه وتعالى)، كما أن للحالة الإيمانية للوالدين دورًا كبيرًا في بناء عقيدة الطفل، وكذلك اجتهادهما في ضبط بيئته والحدِّ من المؤثرات السلبية التي تحيط به، فقوَّة الوالدين هي العنصر الأهم خلال العملية التربوية.
وكلَّما تكرَّر على مسامع الطفل ذكر الله مع ما يراه من تصرُّفات والديه الإيمانية كالدعاء وشكر النعمة، كان له الرغبة في اللحاق بركب من يقتدي بهم محاكاة لهم، وحبًّا لما تميل إليه فطرته التي خلقه الله عليها، وهي السلامة من الاعتقادات الباطلة والقبول للعقائد الصحيحة، فتُوجَّه هذه الفطرة بالحفظ ثم الفهم ثم الاعتقاد واليقين والتصديق به، فمن فضل الله (سبحانه وتعالى) على الإنسان أن شرح قلبه في أوَّل نشوئه للإيمان من غير حاجة إلى حُجَّة وبرهان.
فعلى المُربِّي أن يكوِّن الدافعية والرغبة لدى طفله ليتعرَّف على الله (عز وجل) ويشجِّعه على ذلك، كأن يربط كل شيء جميل في الطبيعة بالله الخالق، أو أن يستشعر النعم التي أنعم الله بها عليه، كذلك محاولة ربط الطفل بالقرآن تسهِّل الكثير في غرس المعاني الإيمانية، ومبدأ “التكرار” بأن يُردِّد الشيء على مسامع الطفل كثيرًا حتى يثبت ويستقر في نفسه، ويجب الحرص على التدرُّج في تقديم العقيدة للطفل، فنبدأ بالمُجمل ثم نُفصِّل شيئًا فشيئًا مع ما يناسب عُمره، وهذا يستلزم الحكمة من قبل المُربِّي، ووضع الأمور في موضعها واقتناص الفرص لتثبيت المعاني الإيمانية.
الفكرة من كتاب غرس محبة الله في الطفل
إن مرحلة الطفولة هي المرحلة المؤثرة في حياة الإنسان بأكملها، فمن اللازم بذل الجهود لضبط عقيدة الطفل وعلاقته بربِّه (سُبحانه وتعالى) بطريقة مناسبة لعالمه الصغير، بطريقة يسهل عليه فهمها وينجذب إليها، ويكون ذلك بإيقاظ فطرته السليمة من خلال التأمُّل والتساؤل واللعب، فهذا الكتاب يُقدِّم أبرز التوجيهات لغرس العقيدة الصحيحة في الطفل ويشرح كيفية توصيل المعلومة إليه من واقع بيئته، وذلك بناءً على استبيان انتشر حول العالم شارك فيه قرابة تسعة آلاف مُربٍّ.
مؤلف كتاب غرس محبة الله في الطفل
هدى إبراهيم بخاري: باحثة ومستشارة شرعية في برامج الأطفال.
عفاف سالم الثمالي: معلمة مهتمة بتدريس العقيدة للأطفال.
نورة مسفر القرني: حاصلة على ماجستير توجيه وإرشاد تربوي.
أسماء محمد الجراد: كاتبة وخبيرة تربوية.