كينز وواقعنا المعاصر

كانت إحدى نتائج انهيار الأوضاع المالية في عامي 2007 و2008 هي استدعاء أفكار كينز من جديد بعدما حُكم عليها بالموت من قبل أتباع فريدمان من المدرسة النقدية، فقد شكَّلت أفكار كينز محاولة استدعاء للحكومات بأن تتدخل من جديد لكي تحافظ على عقلانية السوق، كما كان مفهوم عديم اليقين والمخاطرة ظاهرًا بوضوح في التحليلات الكنزية، وهي مفاهيم متعلقة بواقعنا المعاصر أكثر من أي عصر آخر مضى، وكلاهما يقوم على الاحتمالات، غير أن المخاطرة يمكن التنبؤ بها بعكس “عدم اليقين” يكون مجهولًا تمامًا ولا نستطيع التنبؤ به، نظرًا لأننا لم نمتلك بعد المعلومات والأدوات اللازمة لقياس المجهول.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وعلى ذلك يرى كينز أن المخاطر المستقبلية من الممكن قياسها عبر التنبؤ باحتمالاتها، إذا ما توفرت المعلومات والنماذج الجيدة، ونظرًا لأهمية عملية صنع التوقعات صارت عند كينز أشبه بالمسلَمات، فالاختلال الحاصل بين عمليتي الادخار والاستثمار ناتج بصورة كبيرة من “عدم اليقين” في التوقعات، وليس بسبب الاختلالات الحاصلة في أسعار الفائدة، مما يجعل الأفراد في مواجهة هذه المخاطرة عبر تفضيل الاحتفاظ بالسيولة النقدية عن الاستثمار في مستقبل مضطرب، وهنا تبدأ لعبة تساقط أحجار الدومينو حتى تصل في النهاية إلى انهيار الاقتصاديات بدءًا من توقعات غير مؤكدة.

ومما يُصِعب المسألة بعض الشيء أن جزءًا لا يستهان به من مشكلة “عدم اليقين” يرجع إلى طبيعة النفس البشرية المعقدة نوعًا ما والتي يصعب التنبؤ باختياراتها ودوافعها، بل حتى واضطراباتها النفسية تجاه التقلبات المختلفة في الظروف المجتمعية السائدة، أضف إلى ذلك الحسابات غير الصحيحة الناتجة عن الجهد البشري، وبافتراض الاقتصاديين أن المستقبل ما هو إلا امتداد للحاضر؛ فهم بذلك يعمدون إلى تحويل المستقبل من “عدم اليقين” إلى “المخاطرة” وهذا الأمر فيه نظر، إذ إن الاعتقاد بأن الأمور ستبقى على حالها، هو اعتقاد ينطوي على إفراط في التفاؤل أكثر من اللازم، وهذا الاعتقاد الشائع هو ما أدى في النهاية إلى الانهيار في الاستثمار.

“نحن لسنا بحاجة إلى كينز جديد، ولكننا بحاجة إلى كينز القديم معدلًا على نحو ملائم”.. إن الكتاب الذي بين أيدينا ليس مجرد سيرة ذاتية للاقتصادي العظيم جون مينارد كينز، بل يُعدُّ استعراضًا للأفكار الأساسية لأهم مدارس الفكر الاقتصادي، كما يعدُّ محاولة للتحليل الاقتصادي للتاريخ عمومًا، خلال فترة حياة كينز التي عاصرت حدث انتقال عرش سيادة العالم من بريطانيا إلى أمريكا.

روبرت سكيدلسكي Robert Skidelsky: أستاذ فخري في الاقتصاد السياسي بجامعة ووريك، وُلد في الـ 25 من أبريل عام 1939م في مدينة هاربن بالصين.

فاز بجوائز عديدة منها: جائزة وولفسون للتاريخ وجائزة داف كوبر وجائزة جيمس تيت بلاك ميموريال للسيرة الذاتية، وجائزة آرثر روس للعلاقات الدولية وجائزة ليونيل جيلبير للعلاقات الدولية.

من أهم كتبه ومؤلفاته:

السياسيون والركود.

كم يكفي؟ المال والحياة الجيدة.

السيرة الذاتية لجون مينارد كينز.

العالم بعد الشيوعية: جدال لعصرنا.

الاهتمامات والهواجس: مقالات تاريخية.

الآثار الاقتصادية والسياسية لنهاية الشيوعية.