كيلا تتعرض للخداع مرة أخرى
كيلا تتعرض للخداع مرة أخرى
يستغل المُخادع عواطفك بربطها بإحدى الحيل التالية: محاولة إشعارك بالذنب، والضغط عليك بإهانتك في سبيل ذلك، واستثارة الكبرياء بإيهامك بأنك تعرف كل شيء، واللجوء إلى إثارة الخوف أو الفضول أو الاتكاء على رغبتك في أن يحبك الآخرون، واستغلال الحب نفسه لدفعك إلى فعل شيء لا تريد أن تفعله.
والحل لمواجهة هذه الحيل يكمن في النظر والاستماع بموضوعية للكلمات نفسها ولما وراءها كذلك، فإذا استمعت لما يُشبه هذه الحيل توقَّف ثم أعد تقييم الوضع، ولا تتسرع في التصرف وإنما انتظر، حتى لا تصبح أداة في يد من يُريد استغلالك.
والحقيقة أن كل الخدع تمتلك أمرًا مشتركًا في ما بينها بغض النظر عن الموقف، وهذا الأمر يتمثل في إثارة انطباع زائف، كأن يدّعي الشخص عدم اكتراثه لأمر يهتم به في الحقيقة، أو يدّعي اكتراثه لأمر لا يهمه، وتستطيع اكتشاف هذه الخدعة إذا لاحظت كيف يحاول الشخص أن يبدو، وستجده يبالغ كي يُحدث الوهم بأنه يقف وراء قناعاته بنسبة مئة بالمئة.
أما إن ظننت أن الشخص يكذب عليك، فبإمكانك أن تكتشف ذلك عن طريق طرح سؤال واحد فقط، فعلى سبيل المثال إذا شكَّت امرأة أن زوجها لم يكن في السينما مع أصدقائه كما قال، فعليها أن تفتعل حقيقة مُصطنعة وترى رد فعله تجاهها.
كأن تقول مثلًا: “سمعت عن زحمة سير خانقة نتجت عن حادث سيارة خارج السينما”، ثم تنتظر رد فعله، فإن تردد أو أجاب بنعم يعني ذلك أنه كاذب، ولكن إن أجاب أن هذا لم يحدث فيعني ذلك أنه صادق.
وبالمثل إن شعرت أن شخصًا ما يُخبئ عنك أمر ما، كل ما عليك فعله هو طرح سؤال لا يتهم الطرف الآخر بأي شيء وإنما يلمح فقط بالشيء الذي تشك فيه، وعليك بعدها أن تقيس رد فعله كي تكتشف ما إذا كان لديه أمر يُخفيه.
أما إذا كنت تشك أن الطرف الآخر يُجاملك ولا يقول رأيه الحقيقي، استخدم كلمات تدل على أنك توافق على ما يقوله، لكنك تعتقد بوجود مجال للتحسن، وهنا سيشعر الطرف الآخر بارتياح وسيكون قادرًا على تقديم النقد الذي يراه مناسبًا لأنه سيشعر أنك تتوقع منه ذلك.
الفكرة من كتاب كيف تؤثر في الآخرين: تخلص من الشعور بالضعف عبر تطبيق مؤثرات نفسية تمكنك من السيطرة على كل موقف محتمل والتأثير عليه
هل سبق لك أن جلست في الفراش ليلًا تُراجع كل محادثة أجريتها، وتلعن ذاتك التي أخطأت في الحديث وتعرضت للاستغلال؟ هل تمنيت يومًا أن تمتلك عصًا سحرية تُغيِّر بها سلوكيات من حولك، وتُسيطر بها على المواقف كلها؟
يَسُرُّنا إبلاغك أن أمنيتك تحققت، ولكن ليس بوقع العصا السحرية الدرامي نفسه، وإنما بواسطة تقنيات نفسية وأسرار سيكولوجية تسمح لك أن تُسَيّر المواقف كلها حسب ما تريد، وتنجح في كل مجال من مجالات حياتك، وتتخلص من الشعور بالضعف وقلّة الحيلة إلى الأبد، كل هذا وأكثر ستجده داخل طيات هذا الكتاب.
مؤلف كتاب كيف تؤثر في الآخرين: تخلص من الشعور بالضعف عبر تطبيق مؤثرات نفسية تمكنك من السيطرة على كل موقف محتمل والتأثير عليه
دافيد جـ. ليبرمان: مُعالج نفسي ومفكر ومؤلف لكتب عدة، حاصل على الدكتوراه في الفلسفة، قضى سنوات في البحث في السلوك البشري والعلاقات الشخصية، واستخدم ما تعلّمه في تدريب الآلاف من أفراد الجيش الأمريكي حتى أكبر المديرين التنفيذيين في العالم، وله عديد من اللقاءات التلفزيونية.
من أعماله:
اكتشف الكاذبين: كيف تحصل على الحقيقة في 5 دقائق أو أقل خلال أي محادثة أو موقف؟
كيف تغير تصرفات أي شخص؟ تقنيات مجربة وناجحة لإعادة تشكيل تصرفات أو سلوك أو مشاعر أو معتقدات أي شخص.