كيف يقود القائد؟
كيف يقود القائد؟
إن هناك العديد من النظريات التي تفسر كيف يقود القائد منها، النظرية الأولى أنه يمتلك سماتٍ محددة تحركه للتصرف بقيادية، فاقتُرِحَ في البداية أن السمات التي تميزه عن غيره هي الطلاقة في الحديث والذكاء وروح المبادرة والاستعداد لتحمل المسؤولية والثقة بالنفس وحب الاختلاط بالآخرين، لكن كان من المهم تأطير هذه السمات، طالما كانت سمات لتحديد الشخصية، وهنا ظهرت مشكلتان في هذه النظرية: أن اختبارات الكفاءات لهذه النظرية ليست موضوعية، وأنها لم تولِ اهتمامًا للأتباع، فماذا سيحدث لو كان لدينا قائد يتمتع بهذه الصفات لكن المرؤوسين لا يهتمون باتباعه؟! بمعنى أدق: السمات ممتلكات الفرد، أما القيادة فعلاقة.
وتقوم النظرية الثانية على السلوك، فأجريت تجرِبة ظهر فيها أن الأتباع يخضعون للقائد المستبد، ويتجنَّبون العمل عند غيابه، وعلى النقيض فالقائد الذي (لا يتدخَّل) لتحريك الأتباع لا يحصل على نتيجة سواء أكان حاضرًا أم غائبًا، أما القائد الديمقراطي فيستطيع جعل النصف يعملون بشكلٍ منتج سواء أكان موجودًا أم لا، وهو أعلاهم في نسبة الرضا بين أتباعه، لكن الأكثر إنتاجية هم الذين يعملون تحت إكراه المستبد، فسلوك القائد إما أنه ينصبُّ على الإنتاج ويرى الموظفين من عناصره، وإما أنه ينصبُّ على الموظفين كمورد رئيس ويراهم وسيلة لغاية.
والنظرية الثالثة الاحتمالية، وهي تحوُّل واضح في المنهج بدأ فيه الانتقال من التركيز على اختيار الأسلوب عن طريق القائد للسياق الذي يحدد الأسلوب الذي سينجح، فالقائد إما توجهه المهمة وإما توجهه العلاقة بين الموظفين، إلا أن فاعلية هذا التوجيه تعتمد على نوع الموقف الذي يتحدَّد من خلال قوة منصب القائد من تقييمٍ للأداء والإثابة عليه أو العقاب، وبنية الفريق عددًا ووضوحًا لمهامهم، وعلاقة القائد بالأفراد، إيجابية أو سلبية، ما يخلق موقفًا معتدلًا أو غير معتدل.
وأخيرًا القيادة بالكاريزما وهي موهبة أو قدرة فطرية، ولكن تستخدم لتدل على شخصٍ استثنائي يمتلك سمات أو قدرات تؤثر في أعداد كبيرة من الأشخاص أو تلهمهم، فهي لا تدور حول الشخصية القوية، بل حول قدرة الشخص على جذب الأتباع، وهو ما يتحدَّد بناءً على قدرته على إبهارهم كلما أراد، وإلا انطفأ في أعينهم.
الفكرة من كتاب القيادة: مقدمة قصيرة جدًّا
لم تتفق المؤلفات على تعريفاتٍ ورؤى محددة للقيادة على كثرتها، ويحاول الكاتب هنا النظر إلى القيادة من عدة زوايا، ومعرفة تاريخها، وهل هي مكتسبة أم فطرية؟ ليقدم بهذا مدخلًا نظريًّا مفيدًا للقيادة وأنواعها.
مؤلف كتاب القيادة: مقدمة قصيرة جدًّا
كيث جرينت Keith Grint: أستاذ القيادة العامة والإدارة بجامعة وارويك، وعمل قبلها أستاذًا في مجال قيادة الدفاع بجامعة كرانفيلد ووكيلًا لقسم القيادة والإدارة في جامعة ديفنس للإدارة والتكنولوجيا بأكاديمية الدفاع في شريفنهام.
له العديد من الكتب والمؤلفات، أبرزها:
القيادة التنظيمية.
سوسيولوجيا العمل.
القيادة: حدود واحتمالات.