كيف يفكر المراهق؟
كيف يفكر المراهق؟
المراهقة مرحلة عمرية تبدأ من (١٠ – ١٤) سنوات وحتى (١٩ – ٢١) سنة، ويتدرج فيها نمو الطفل الجسدي والعقلي والنفسي والاجتماعي حتى يصل إلى اكتمال النضج، خلال هذه المرحلة يمر جسم المراهق بتغيرات جسدية سريعة وكبيرة تربكه وتؤثر في تكيفه النفسي والاجتماعي فيصبح كثير الانفعال والقلق، وتتطلب هذه المرحلة أن يتعامل الوالدان مع المراهق بحكمة وهدوء حتى يتجاوزها وهو ناضج ومسؤول.
عند دخول مرحلة المراهقة تحدث التغيرات الهرمونية التي تحدد الفروق الجنسية بين الذكور والإناث وتهيئ الجسم للبلوغ، وعند حدوث البلوغ تزداد نسبة الهرمونات ويتغير شكل الجسم، فيزداد طول الذكر وتظهر مفاتن الأنثى وينمو شعر الجسم لدى كليهما ويظهر حَب الشباب ويبدأ الجسم في التعرُّق، وقد تسبب هذه التغيرات شعور المراهق بالقلق والخجل وعدم الثقة بالنفس.
خلال هذه المرحلة يكتمل النضج العقلي للمراهق ويكتسب القدرة على التفكير المنطقي والمجرد، وفهم المبادئ العامة وتحليل الأحداث وإدراك العلاقات، كذلك تظهر لديه الميول للتجديد والابتكار والخروج عن المألوف فيزداد تمرده ورفضه لأوامر والديه، وقد يتبنى معتقدات دينية واجتماعية غير التي يؤمن بها والداه.
كما يبدأ المراهق في اتخاذ عادات وسلوكيات جديدة ويصطدم بأعراف المجتمع، ويصبح كثير الاهتمام بمظهره شديد الحساسية تجاه النقد، وهذا نابعٌ من حاجته إلى تقدير الآخرين وتفهمهم، كذلك يرغب المراهق في الحصول على الحرية والاستقلالية فهي تساعده على الابتكار والتعرف على العالم الجديد، وهذا الأمر قد يُشعِر الوالدين بالقلق من انفصال ابنهما عنهما، مما يسبب صدامات عديدة بينهم قد تصل إلى الإساءة إلى الابن بالإهانة والسخرية والقسوة فينغلق على نفسه وينعدم التواصل بينه وبين والديه.
ومع بداية تلك المرحلة تصبح علاقة المراهق بأصدقائه ذات أهمية قصوى، تلعب دورًا أساسيًّا في تشكيل شخصيته وأفكاره، فقد يكتسب منهم صفاتٍ حسنة أو العكس، لذلك ينبغي للوالدين مراقبة أبنائهما دون اقتحام خصوصياتهم أو التجسس عليهم، وملء أوقات فراغهم بالهوايات والرياضات، وكذلك التقرب من أصدقائهم عن طريق دعوتهم إلى المنزل والتعرُّف على أسرهم.
الفكرة من كتاب كيف تكسب ابنك المراهق تعلَّم كيف تتخطى مع أبنائك صعوبات مرحلة المراهقة
تعد مرحلة المراهقة مفترق طريقين؛ إما أن يسير المراهق في الطريق الصحيح، وإما أن يندفع نحو الطريق المظلم، وهنا يتجلى دور الوالدين في توجيه الأبناء وإرشادهم نحو الطريق المستقيم من خلال كونهما قدوةً صالحةً لهم، ومد جسر التواصل مع الأبناء منذ ولادتهم لبناء علاقة أُسرية قوية ناجحة، فينشأ الأبناء نشأة سوية تساعدهم على تجاوز مرحلة المراهقة بسهولة دون الوقوع في مشكلات وانحرافات خطيرة.
وهذا الكتاب كتاب توجيهي تربوي قائم على أبحاث ودراسات نفسية واجتماعية، أُعِدَّ من أجل مساعدة الوالدين على فهم شخصية ابنهما المراهق، ومعرفة الأساليب التربوية الإيجابية التي تمكنهما من بناء علاقة قوية مع الأبناء خلال مرحلة المراهقة وكيفية التعامل مع مشكلاتهم وتقويم سلوكياتهم بطريقة صحيحة تساعد على تنمية ثقتهم بأنفسهم.
مؤلف كتاب كيف تكسب ابنك المراهق تعلَّم كيف تتخطى مع أبنائك صعوبات مرحلة المراهقة
فاطمة الكِتاني: اختصاصية في العلاج النفسي ومستشارة في العلاقات العائلية، حصلت على الماجستير في علم النفس الاجتماعي من جامعة محمد الخامس بالرباط، كما حصلت على الدكتوراه في دراسات الطفولة من جامعة عين شمس في القاهرة، وهي عضوة في اللجنة التنفيذية لجمعية “حماية الأسرة المغربية” وعضوة في مكتب “منظمة المرأة الاستقلالية”، لها عديد من المقالات الصحفية والمقابلات التليفزيونية، ومن مؤلفاتها:
الاتجاهات الوالدية في التنشئة الاجتماعية وعلاقتها بالمخاوف.
القلق الاجتماعي والعدوانية لدى الأطفال.