كيف يشعر الجسم بالجوع أو الشبع؟
كيف يشعر الجسم بالجوع أو الشبع؟
يعتقد كثير من الأشخاص أن الشعور بالشبع يحدث نتيجة امتلاءِ المعِدَةِ بالطعام، لكن ما يحدث داخل الجسم في الحقيقة أعقد كثيرًا من مجرد اقتصار الشعور بالشبع على امتلاء المعدة بالطعام، إذ تتحكم عديد من الهرمونات في نظام الشعور بالجوع أو الشبع داخل الجسم، وتعمل بعض هذه الهرمونات، كهرمون اللِّبْتِين الذي تنتجه الخلايا الدهنية، على إرسال إشارات الشعور بالشبع إلى المخ، وتعمل بعض الهرمونات الأخرى، كهرمون الجِرِيلِين، على إرسال إشارات الشعور بالجوع إلى المخ.
ويعمل هذا النظام بشكلٍ مستقر عندما توجد كمية مناسبة من الدهون داخل الجسم، لكن عندما تقل كمية الدهون داخل الجسم أو تزداد يختل هذا النظام، فالشخص الذي يحتوي جسمه على قليل من الدهون يشعر بالجوع بشكلٍ أسرع؛ نتيجة انخفاض هرمون اللِّبْتِين المسؤول عن الشعور بالشبع، الذي تنتجه الخلايا الدهنية، كذلك فإن الشخص الذي يحتوي جسمه على كميات كبيرة من الدهون، تضعف لديه قدرة هرمون اللِّبْتِين على إرسال إشارات الشعور بالشبع إلى المخ رغم وجوده بكمياتٍ كبيرة في الدم؛ نتيجة ما يعرف بمقاومة اللِّبْتِين، وهو ما يؤدي إلى شعور هذا الشخص بالجوع بسرعةٍ وتناول كمياتٍ كبيرة من الطعام.
ويوجد عديد من العوامل التي تجعل بعض الأشخاص أكثر قابليةً للشعور بالجوع أسرع من الآخرين كالعوامل الجينية الوراثية، والعوامل المرَضية كوجود خلل في آلية عمل أحد الهرمونات المشاركة في نظام الجوع والشبع، والعوامل الخارجية كوجود طعام لذيذ أو وجود كمياتٍ كبيرة من الطعام.
ولا يقتصر عمل الهرمونات المسؤولة عن إرسال إشارات الشعور بالجوع أو الشبع إلى المخ على التأثير في نظام الشهية فقط، بل تشارك في عديد من الوظائف الحيوية الأخرى داخل الجسم، إذ يعمل هرمون اللِّبْتِين على إنتاج مادة الكِيسْبِيبْتِينْ المسؤولة عن ظهور علامات البلوغ، ويحفز هرمون الجِرِيلِين إفرازات المعدة التي تهيئ الجهاز الهضمي لعملية هضم الطعام.
الفكرة من كتاب الدهون.. العضو السري: فوائدها وأضرارها
عندما تسمع كلمة الدهون فإن أول ما يجول في خاطرك، على الأرجح، شخصٌ ممتلئ الجسم، يتناول كثيرًا من الطعام، ويتحرك حركات قليلة، تعوقه زيادة الوزن عن أداء عديد من الأنشطة اليومية، كما تتسبب في إصابته بعديد من الأمراض.
فهل هذا كل ما يتعلق بالدهون في الحقيقة؟ الإجابة بالطبع لا؛ الدهون عضوٌ مهمٌّ داخل الجسم، يشاركُ في عديد من عملياته الحيوية، وتتأثر عديد من الأنشطة التي تحدث داخل الجسم بكمية الدهون الموجودة فيه، إذ لا تمثل الدهون عضوًا ضارًّا بالضرورة، بل إن لوجودها داخل الجسم عديدًا من الفوائد.
كذلك لا تتسبب كثرة تناول الطعام فقط في زيادة كمية الدهون داخل الجسم، بل يوجد عديد من الأسباب الأخرى تحتل موقعًا أكثر أهمية في عملية زيادة الوزن لدى عديد من الأشخاص.
يحتوي هذا الكتاب على صورةٍ موجزة تمكن القارئ من التعرف على الطبيعة الكاملة للدهون، وفوائدها وأضرارها، وكيفية عملها داخل الجسم، وكيف تؤثر الدهون وتتأثر بالعمليات الحيوية التي تحدث داخل الجسم، وكيفية استغلال هذه المعرفة بالدهون في الحفاظ على وزن صحي أو في التغلب على الوزن الزائد.
مؤلف كتاب الدهون.. العضو السري: فوائدها وأضرارها
مارييت بون: حصلت على دكتوراه في الطب الباطني، وتركزت أبحاثها على التمثيل الغذائي للدهون، لها عديد من المقالات العلمية التي تتعلق بهذا الموضوع وغيره من الموضوعات الطبية.
لبسيث فان روسوم: خبيرة في مجال السمنة والتوتر، تعمل في أحد المراكز الطبية الجامعية في روتردام، وتركزت اهتماماتها خلال حياتها المهنية حول موضوع الصحة واللياقة، ولم تقتصر على الجانب الدراسي فقط، بل أسست أحد المراكز لتأهيل الأشخاص للحصول على وزن صحي ولياقة بدنية مرتفعة.
معلومات عن المترجم:
محمد عبد العزيز: مؤلف ومُترجم، من أعماله المُترجمة:
تاكسي: حكايات من المقعد الخلفي.
أرق من الجلد.
ما تحتاجه روحك في الأوقات العصيبة.