كيف يسهم الأغنياء في أزمة الفقر العالمي؟
كيف يسهم الأغنياء في أزمة الفقر العالمي؟
ثمة فجوة لا يمكن تخيلها بين الفقراء والأثرياء حول العالم، وللدول الغنية دور كبير في إيذاء الفقراء ونهب خيراتهم، فكثير من الشركات التجارية الدولية تعقد صفقات تعود فائدتها على الدول الغنية، وتصبح لعنة على الدول الفقيرة الغنية بالمواد الخام، ومن ثم تحقق نموًّا اقتصاديًّا أقل مقارنة بالبلدان التي تملك موارد طبيعية أقل، وبدلًا من الرخاء الاقتصادي أسهمت وفرة الموارد الطبيعية في البلدان النامية في تفشي الفساد المالي والانقلابات والحروب الأهلية.
ومشكلة التغير المناخي تأتي من بلدان صناعية كأوربا والولايات المتحدة، وتأثيراتها السلبية ستؤثر في العالم أجمع، ولكن ستظهر بشكل أوضح في الأماكن القريبة من خط الاستواء، على شكل ازدياد شديد في درجة الحرارة، وقلة سقوط الأمطار التي تعتمد عليها الشعوب في زراعة أراضيهم، والجفاف، وارتفاع مستوى سطح البحر وغرق أقاليم الدلتا التي يسكنها الملايين في مصر وبنجلاديش والهند وفيتنام.
ويشتري الأغنياء اليخوت والطائرات الخاصة التي تحرق كمية كبيرة من الوقود من أجل التباهي بمقدار ثرواتهم، وإنفاقها على ما لا يفيد، ويدعمون الأنشطة الفنية والثقافية أكثر من مساعدتهم للمحتاجين، فعلى سبيل المثال في عام 2004م دفع متحف المتروبوليتان للفنون بنيويورك ملايين الدولارات لشراء لوحة “العذراء والطفل Madonna and child” للفنان دوتشيو || Duccio، كي يأتي الأثرياء من حول العالم لمشاهدتها والاستمتاع بجمالها، وعلى الجانب الآخر يمكن لهذا المبلغ أن يُعيد البصر إلى آلاف الأشخاص في بلدان نامية.
فليس من المعقول أن يكون الاستعراض وإنفاق الملايين على الحفلات واللوحات -مهما كانت جميلة ولها قيمة تاريخية- أهم من إنقاذ حياة شخص ما في بلد فقير، بينما ما يحدث اليوم حول العالم يدل على نقص مخجل في الإنسانية، وعلى الرغم من أن المئات يعيشون في مستوى من الثراء لم يعهده سوى الملوك والنبلاء، يوجد بلايين يعيشون في فقر مدقع، فأين يكمن الخطأ؟ وما أسباب نقص التبرعات الجادة للفقراء؟
الفكرة من كتاب الحياة التي يمكنك إنقاذها: كيف تقوم بدورك في القضاء على الفقر العالمي
حول العالم يعيش مليارات البشر تحت خط الفقر، ويكافحون من أجل تلبية الاحتياجات الأساسية كالصحة والتعليم والمأكل والمشرب وخلافه، وعلى الرغم من آلاف الجهود المحلية والدولية لإنقاذهم، فإنهم ما زالوا معرضين لخطر العيش في فقر مدقع حيث الجهل والبطالة والتفكك الأسري، والعصر الحالي مشكوك في جدارته الأخلاقية، إذ سيطر المال على كل شيء
ووُجه ناحية الاستعراض والفنون دون الاهتمام بحياة ملايين الفقراء، ويتناول الكتاب طرائق مواجهة الفقر وتحقيق تنمية مستدامة، ويوضح الجهود الممكن بذلها لتخفيف عبْء الديون التي تثقل كاهل الدول الفقيرة والنامية، ويشجع البشر على أن يكونوا كائنات آدمية أكثر خيرية، ويشاركوا في صنع عالم أفضل.
مؤلف كتاب الحياة التي يمكنك إنقاذها: كيف تقوم بدورك في القضاء على الفقر العالمي
بيتر سينجر: ولد في أستراليا عام 1946م، ودرس في جامعتي ملبورن وأكسفورد، وعمل أستاذًا للأخلاق البيولوجية في جامعة برنستون، وله عديد من المؤلفات من أشهرها:
Animal Liberation
Practical Ethics
Pushing time away
معلومات عن المترجم:
د. سعيد توفيق: ولد في القاهرة عام 1957م، وعمل أستاذًا لعلم الجمال والفلسفة المعاصرة بكلية الآداب جامعة القاهرة، والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، ورئيس تحرير سلسلة الفلسفة الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، وترجم عديدًا من الكتب، منها:
السعادة: موجز تاريخي.
شوبنهاور: مقدمة موجزة.
تجلي الجميل.