كيف يخدم العلم السياسة؟
كيف يخدم العلم السياسة؟
بدأ الدكتور مشرفة مقدمة حديثه عن السياسة بعدة كلمات اقتبسها من خطاب للإمام محمد عبده، أحد كبار المُصلحين والدُّعاة في عصره، ينبذ فيها السياسة ويستعيذ بالله منها، وهو رأي يُمثِّل الصورة النمطية المُشوَّهة المطبوعة في أذهاننا اليوم نتيجةً لما نراه في الحاضر والتاريخ من أشكال دامية مؤسفة للعملية السياسية، لكن الحقيقة أن السياسة هي أشرف العلوم وأوسع أبواب الخير للفرد والمُجتمع، لأن الساسة هم اليد المحركة لعجلة التقدُّم أو المُعطِّلة لها، والجماعات والأحزاب المُختلفة، إذا اجتمع الخير الكامن في كلٍّ منها بكل ود وتعاون نتج عن ذلك الخير الأكبر الذي يشمل المجتمع تحت مظلته.
وهذه أولى خُطوات الإصلاح السياسي؛ أن يعي الساسة ما هم بصدده من مسؤولية الإصلاح والتطوير بدلًا من السعي إلى المصالح الشخصية والثراء، ويرى أرسطو الذي ألَّف كتابًا صنَّف فيه أشكالًا مختلفة للدُول، أن الدولة المُثلى هي الدولة التي يحكمها العلماء والحكماء، وأطلق عليها اسم الدولة الأرستقراطية، ولا يقتضي ذلك منا أن يتجه العلماء نحو السياسة، بل أن نجد طريقًا لإقامة علاقة صحية بين العلم والسياسة لخدمة مصالح الدولة، كأن يجدَّ العلماء في إيجاد مصادر مُتجدِّدة للطاقة، وأورد الدكتور في هذه المسألة نِسبًا صادمة لكم الطاقة الشمسية والمائية المُهدَرة على الأراضي المصرية، والتي لا ينقصها سوى التقدير والبحث العلمي الدؤوب للوصول إلى طرق استغلالها.
الفكرة من كتاب العلم والحياة
في هذا الكتاب، جمع الدكتور علي مشرفة عدَّة رسائل له خطَّ فيها ملامح العلاقة الوثيقة بين العِلم وجوانب الحياة المُختلفة، ودوره الرئيس المهم في تطوير هذه الجوانب والنهوض بها، بدلًا من اتباع الحلول الوهمية التي لا تصلح للتطبيق على أرض الواقع.
مؤلف كتاب العلم والحياة
الدكتور علي مصطفى مشرفة: عالم فيزياء نظرية مصري، حصل على دكتوراه فلسفة العلوم من جامعة لندن عام 1923، ثم كان أوَّل مصري يحصل على درجة دكتوراه العلوم بإنجلترا من جامعة لندن سنة 1924، لُقِّب بأينشتاين العرب لأن مجال بحثه ودراسته كان مُشابهًا لموضوعات أبحاث ألبرت أينشتاين، وعُيِّن أستاذًا بكلية العلوم جامعة القاهرة، ثمَّ انتخب عميدًا لها سنة 1936، تتلمذ على يده مجموعة من أشهر علماء مصر منهم: سميرة موسى، وله مؤلفات عديدة قصد فيها إبراز أهمية العلم تُخاطب المُواطن البسيط: مثل كتاب “نحن والعلم”، وكتاب “العلم والحياة”، وله مؤلفات أخرى في مجالات الفيزياء والرياضيات مثل: كتاب “النظرية النسبية الخاصة”، وكتاب “الهندسة وحساب المثلثات”.