كيف يختار الناخبون مرشحيهم في الانتخابات؟
كيف يختار الناخبون مرشحيهم في الانتخابات؟
توجد ثلاثة نماذج تطبق في مجال سلوك الانتخاب، النموذج الأول: “دليل النزعة السياسية”، وهو نموذج يعتمد على الموقفية، إذ يرى أنه في الإمكان التنبؤ بسلوك الانتخاب عن طريق معرفة المستوى الاقتصادي والاجتماعي للناخب، والدين الذي يؤمن به، ومحل سكنه، وغير ذلك من الخصائص الاجتماعية.
النموذج الثاني: “التماهي الحزبي”، وهو نموذج يعتمد على النزوعية، ولا يلقي للمواقف كثير بال، ويرى أن الناخبين يطورون مع الوقت نزعة نحو حزب سياسي معين خلال فترة تكونهم الحزبي من خلال ما يسمعونه من والديهم وجيرانهم، وما يصلهم من البيئة المحيطة بهم، وهذه النزعة التي تنشأ هي التي تحدد الحزب الذي يصوت له في النهاية.
النموذج الثالث: “الانتخاب بناءً على القضايا”، وهو نموذج يعتمد على مقاربة الإنسان الاقتصادي، ويرى منظروه أن الخصائص الاجتماعية والولاءات الحزبية ما عادت محل اعتبار كبير بالنسبة إلى الناخب، بسبب معرفة الناخبين بالسياسة والأيديولوجيا المختلفة، وينقسم التصويت بناء على القضايا نوعين، النوع الأول: “التصويت الاستباقي”: إذ يعتمد الناخب على كمية المعلومات التي حصلها عن الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية، والتحري عن مواقفهم من القضايا المطروحة على الساحة، ومن خلال المقارنة يعطي صوته للحزب الذي تكون مواقفه أقرب إلى توجهاته الخاصة. النوع الثاني: “التصويت الاسترجاعي”: وهي طريقة لا تتطلب من الناخب كثيرًا من الجهد، إذ يعتمد الناخب على الإنجازات الملموسة للمرشحين على أرض الواقع خلال الماضي القريب، فإذا وجد إنجازات لمرشح ما، انتخبه مرارًا وتكرارًا، وإذا لم يجد عاقبه بعدم التصويت له.
الفكرة من كتاب علم النفس السياسي.. أوضاع، وأفراد، وحالات
يجيب المؤلف خلال صفحات الكتاب عن سؤال: لماذا يفعل الناس ما يفعلونه في سلوكهم العام؟ لينتهي إلى أن هناك نمطين أساسيين من المقاربات لفهم السلوك السياسي الإنساني، هما: المقاربة النزوعية التي ترى أن شخصية الفرد واعتقاداته وقيمه لها بالغ الأثر في انتمائه الحزبي وخصائصه الشخصية وقراراته، وحتى سلوكه الانتخابي، والمقاربة الموقفية التي ترى أن البيئة والموقف المحيط بالفرد أكثر أهمية من اعتقاداته وخصائصه الشخصية، وأنها هي التي تشكل سلوكه العام، وفي الأخير يستعرض بعض الظواهر التي خضعت للملاحظة العلمية، مثل الإرهاب وسلوك الناخب كتطبيقات لفهم النزوعية والموقفية.
مؤلف كتاب علم النفس السياسي.. أوضاع، وأفراد، وحالات
ديفيد باتريك هوتون: كاتب وأكاديمي بريطاني الجنسية، يعمل حاليًّا أستاذًا في جامعة وسط فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد عمل في السابق في عدد من الجامعات البريطانية والأمريكية، وهو من المهتمين بمجالات علم النفس السياسي، وصنع القرار في السياسة الدولية، والسياسة الخارجية الأمريكية والعلاقات الإيرانية الأمريكية. من مؤلفاته:
Losing an Empire, Finding a Role: British Foreign Policy Since 1945
A Citizen’s Guide to American Foreign Policy: Tragic Choices and the Limits of Rationality
U.S. Foreign Policy and the Iran Hostage Crisis
معلومات عن المترجمة:
ياسمين حداد: مترجمة أردنية الجنسية، حصلت على درجة الدكتوراه في علم النفس الاجتماعي من جامعة روتشستر في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد عملت في السابق أستاذة ورئيسة لقسم علم النفس بالجامعة الأردنية، وتعمل حاليًّا في جامعة الإمارات العربية المتحدة.