كيف يتقلد السيكوباتيون الوظائف؟

كيف يتقلد السيكوباتيون الوظائف؟
إن عملية التعيين لوظيفة ما تكتمل من خلال إخضاع المعينين الجدد لتأهيل وعملية دمج اجتماعي تتضمن تدريبًا على اختصاصها، ومن ثم فإن فرصة التعلم والنمو في وظيفة جديدة تكون قوية جدًّا للشخص السيكوباتي، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب، أولًا: في الشركات يوجد افتراض لدى الموظفين والمديرين أن زملاء العمل الذين نجحوا في عملية التعيين في الشركة التي تستخدم معايير اختيار شديدة يكونون أشخاصًا أمناء ويمتلكون نزاهة شخصية. ثانيًا: تبحث الشركات عن أشخاص قادرين على التأقلم مع الآخرين ويمتلكون الصفات التى تجعل هذا التأقلم سهلًا عليهم. ثالثًا: كثير من الذين يلتحقون بالشركات يفعلون هذا لأنهم يريدون العمل من أجل كسب لقمة العيش فقط.

وفي ظل أن المعتلين نفسيًّا لا يتحملون المسؤولية، ومن الصعب عليهم تقديم عمل أمين لصاحب العمل، فإنهم يقدمون قصة خيالية عن أنفسهم تستجيب للمتطلبات والتوقعات العالمية للشركة وأعضائها، ومن ثم يخفون الصفات السلبية لتوطيد هذا الخيال في عقول المجموعة، وليس من الصعب اكتشاف معايير الشركة، لأن الشركات توضّح أوصاف أعضائها وتدعو للاقتداء بهم، وتكافئ الشرفاء بعلاوات وترقيات، والمعتلون نفسيًّا المحتالون لديهم القدرة على محاكاة من في الشركة من أصحاب الأداء الجيد، كما من السهل عليهم إخفاء نياتهم الحقيقية عن طريق تقمص الأدوار، لكن من الصعب الحفاظ عليها على مدار وظيفة بدوام كامل، لذلك فإن نجاحها يشمل تفاعلًا وبناء علاقات مع الأفراد المهمين في الشركة يوميًّا.
وتوجد أسباب عديدة لعدم وجود دليل علمي يرتبط بعدد المعتلين نفسيًّا في الشركات، منها: أولًا: أن القليل من المؤسسات تسمح بالوصول إلى فريق العمل والملفات المطلوبة للتقييم المناسب بأدوات قائمة على معايير مثل قائمة المسح. ثانيًا: قدرة المعتلين نفسيًّا ومهارتهم في إخفاء شخصياتهم الحقيقية. ثالثًا: بعض الأشخاص غير المعتلين نفسيًّا يظهرون سمات وسلوكيات تشبه الاعتلال النفسي، ويؤدى ذلك إلى وجود عدد كبير من البلاغات الكاذبة بوجود أشخاص معتلين نفسيًّا وهم غير ذلك.
فالمديرون السيئون ليسوا الوحيدين الذين نسمع عنهم، بل نسمع كذلك عن رفاق العمل السيئين الذين لديهم ميول معادية للمجتمع، ولا يتحملون المسؤولية، وأداؤهم سلبي، ومن الصعب العمل مع هؤلاء الأشخاص، لكن توجد تفسيرات لذلك السلوك، فقد اكتشف باحثو المؤسسات عاملًا مهمًّا يطلق عليه علماء النفس (الضمير الحي)، إذ يركز أصحاب الضمير الحي على أداء العمل بشكل جيد، ويحافظون على الوقت، ولديهم القدرة على تحمل المسؤولية، ولكن زملاء العمل الذين ليس لديهم ضمير حي، يتحايلون على إتمام العمل في وقته أو تحقيق الأهداف.
الفكرة من كتاب ثعابين في بذلات العمل.. عندما يذهب السيكوباتيون إلى العمل
يوجد عديد من الأشخاص في عالم الأعمال تسيطر عليهم متعة السلطة على الجانب الأخلاقي، ومن بين هؤلاء الأشخاص توجد فئة أكثر تدميرًا للشركات والمؤسسات بسبب سلوكياتها وتصرفاتها المدفوعة بالجشع والأنانية، مصابة بالاعتلال النفسي “السيكوباتية“، ما يجعلهم يسببون أذى كبيرًا في مجال العلاقات المهنية، ويركز الكتاب على هذه الفئة ويستعرض سماتها ودوافعها وطرق التعامل مع ما تسببه من أذى.
مؤلف كتاب ثعابين في بذلات العمل.. عندما يذهب السيكوباتيون إلى العمل
باول بابيلك: عالم نفس صناعي وتنظيمي أمريكي.
روبرت هير: أستاذ علم النفس الفخري في جامعة كولومبيا البريطانية، كرس حياته لدراسة الاعتلال النفسي وطبيعته، له أكثر من مئة مقالة علمية عن السيكوباتية. من مؤلفاته:
Without Conscience
معلومات عن المترجم:
عمر فايد: مترجم مصري، عمل في مهنة الترجمة الحرة لأكثر من 9 سنوات. من ترجماته:
رغد العيش.
مت فارغًا.
خرافة النباتية.
اغتصاب العقل.
التعافي من اعتداء مستتر