كيف يتعامل الزوج مع زوجته؟
كيف يتعامل الزوج مع زوجته؟
لقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) خير معلمٍ في كيفية تعامل الزوج مع زوجته، إذ كان لطيفًا رحيمًا مع زوجاته ويراعي ضعفهن، وكان كذلك بشوشًا غير فظٍّ أو عبوس، وهو الذي قال: “وخيِاركُم خيِاركُم لنسَائكِم”، بل كان في خدمة أهله كما قالت عائشة (رضي الله عنها)، كما أنه كان يراعي مشاعر زوجاته، فعن عائشة (رضي الله عنها) قالت: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “إنِّي لَأَعْلَمُ إذا كُنْتِ عَنِّي راضِيَةً، وإذا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قالَتْ: فَقُلتُ: مِن أيْنَ تَعْرِفُ ذلكَ؟ فقالَ: أمَّا إذا كُنْتِ عَنِّي راضِيَةً، فإنَّكِ تَقُولِينَ: لا ورَبِّ مُحَمَّدٍ، وإذا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قُلْتِ: لا ورَبِّ إبْراهِيمَ، قالَتْ: قُلتُ: أجَلْ، واللَّهِ -يا رَسولَ اللَّهِ- ما أهْجُرُ إلَّا اسْمَكَ”، كما نتعلَّم من النبي الكريم الاستماع لمشورة الزوجة واحترام رأيها، فقد تميَّزت المرأة العاقلة بحكمتها في كثيرٍ من المواقف مما يتخطَّى بكثير عقول الرجال.
ففي يوم الحديبية استمع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى مشورة أم سلمة حين امتنع الصحابة (رضوان الله عليهم) بأن ينحروا هديهم، فاقترحت أم سلمة أن يخرج النبي ولا يكلِّم أحدًا حتى ينحر بدنه ويحلق، فلما رآه الصحابة لحقوا به، كما كان المرح واللطف من صفات النبي مع زوجاته، فكان يسابق السيدة عائشة (رضي الله عنها) فتسبقه ويسبقها، وقد أحبَّ أن يُدخِل السرور على أهله، كما كان (صلى الله عليه وسلم) يراعي زوجته في مرضها ويحنو عليها، وهو الذي لما تغيَّب عثمان (رضي الله عنه) عن خروج النبي وأصحابه لغزوة بدر نظرًا إلى مرض زوجته رقية (بنت النبي)، فإذا بالنبي يقول له: “أقِم معْهَا ولك أجرُ منْ شَهِد بَدْرًا”.
الفكرة من كتاب الزواج السعيد بين حسن الاختيار وعشرة الأخيار
“حقيقةً، إن أسهل شيء عند المرأة هذه الأيام هي أن تعلن استقلالها، وأنها تتساوى مع الرجل في العمل، أما بالنسبة لمنزلها وعائلتها، فهما يحتلان المرتبة الثالثة أو الرابعة، إن المأساة بالنسبة للمرأة، أن تتخلَّى عن إقامة بيت طيب سعيد”، هكذا نُسبِت هذه الكلمات إلى كاتبة إنجليزية ومتخصصة في شؤون المرأة، ولا يعني هذا الرأي تخلِّي المرأة عن حياتها وأهدافها، وإنما يشير إلى حقيقة تتمثل في وجود مسؤولية حقيقية تجاه الأسرة.
إن الزواج لم يكن أبدًا خطوة اعتيادية يخطوها المرء حين يظن أنه قد نضج عمريًّا فقط، بل هو مشروعٌ يحتاج إلى شخصٍ ناضجٍ وسوي، خصوصًا في هذا العصر الذي ارتفعت فيه نسب الطلاق والجرائم، ولقد عنِيَ الإسلام بمسألة الزواج وفصَّلها ليقدِّم ما فيه سعادة الزوجين وراحتهما، وذلك بدءًا من أول خطوة تتمثَّل في اختيار شريك الحياة، ثم عوامل استمرارية الزواج ونجاحه، وهذا ما يتطرَّق إليه ذلك الكتاب.
مؤلف كتاب الزواج السعيد بين حسن الاختيار وعشرة الأخيار
حاتم إبراهيم سلامة: هو كاتب صحفي مصري، تخرَّج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، ليبدأ حياته المهنية في مجال الصحافة والتأليف، إذ تخصَّصت كتاباته في عدة مجالات أبرزها التنمية الذاتية، والحياة الزوجية، ومن أهم مؤلفاته:
اقرأ.. رسالة الوحي الأولى.
آفات في بيت الزوجية.
التشجيع يصنع المعجزات.