كيف يتعامل الأبوان مع المراهق؟
كيف يتعامل الأبوان مع المراهق؟
يوجه المؤلف كلامه إلى الآباء بأن أبناءهم في أشد الحاجة إلى التوجيه، وأنهم ينشأون في ظروف مختلفة عن الظروف التي نشأوا فيها، إذًا فكيف يتعامل الأبوان مع ابنهما المراهق؟
لا بدَّ أن نعرف أن لدى معظم المراهقين حساسية مفرطة تجعلهم ينزعجون من أمور غريبة، فيشكون من كثرة نصح آبائهم لهم، وأن ذلك يعكر صفو حياتهم؛ لأن فيها نوعًا من الاتهام الخفي لهم بأنهم أغبياء، والمهم أن نتبين إلى أي مدى يكون تكثيف توجيه المراهقين مثمرًا، وفي بعض الأحيان يتحدث المراهق بأشياء يكون صادقًا فيها، لكنه لا يليق التحدث بها، ولا يكون هدفه هو إزعاج والديه، وإنما يستهدف تمرين نفسه على التحدث مع والديه في أي موضوع.
ويجب على الآباء تشجيع الأبناء والثناء على إنجازاتهم وإظهار الاهتمام بأي نجاح حقيقي، ويجب أن يكون جزءًا مهمًّا في مخاطبتهم والتواصل معهم تلبية للضعف البشري في حاجته إلى تقدير الآخرين، ولا بدَّ من إشراك المراهقين في النقاش الذي يدور في المجالس والاهتمام بالقضايا الكبرى، لمحاربة مشكلة عدم الاكتراث بهموم الوطن وقضايا الأمة، حيث إن المراهق مشغول أساسًا بنفسه وهمومه، وقد لا تساعده درجة نضجه العقلي على إدراك هذه القضايا.
وعلى الآباء أن يعلموا أبناءهم أن التفوق ليس خيارًا، فنحن في زمان الأشياء المتفوقة، أما الأشياء العادية فقد فقدت الكثير من قيمتها، وأن الوضع في المستقبل سيكون أشد، ويكون البقاء حينئذ للأجود والأسرع.
الفكرة من كتاب المراهق
يمرُّ الفرد منا بعدة مراحل في حياته من النواحي النفسية والجسدية، ولكل مرحلة خصائصها وصفاتها، ولقد أودعها الله في نفس الإنسان بحيث ينسجم معها في تلك المرحلة، وفسَّر ووضّح الرسول صلى الله عليه وسلم الكثير من معالم تلك المراحل، وترك لنا الكثير من التعليمات عن كيفية التعامل مع الإنسان في مختلف مراحله.
وفي هذا الكتاب، يتناول الدكتور عبد الكريم بكَّار الكثيرَ من الضغوط النفسية للأسرة بسبب ما تعانيه مع المراهق، وكيفية فهمه وتوجيهه التوجيه الصحيح.
مؤلف كتاب المراهق
عبد الكريم بن محمد الحسن بكَّار؛ كاتب سوري وأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود.
يعدُّ أحد المؤلفين البارزين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، حصل على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة، وعلى الماجستير والدكتوراه من الكلية نفسها.
ألَّف العديد من الكتب، منها: “تكوين المفكر”، و”طفل يقرأ”، و”القراءة المثمرة”.