كيف يتحقَّق التغيير في ظل وجود العوائق؟
كيف يتحقَّق التغيير في ظل وجود العوائق؟
إن أساليب التغيير متعددة، كما أن هناك مجموعات من القيم والمبادئ كافية لإصلاح العالم إلى يوم القيامة، ولكنها لا تطبَّق فعليًّا لعدة عوائق، وأولها: عقل الإنسان ومدى قناعته بفعل أو بفكرة يقوم بها، فعقله المدرك أكثر تأثيرًا في مشاعره، وعقله غير المدرك تمر به كل الأفكار فتصبح ثوابت ومعتقدات لديه وترسخ في ذهنه -وإن كانت خاطئة- مثل تربية الأبوين، وأثر وسائل الإعلام في ما يبثُّه من حرام ويزينه كأنه حلال، وثانيها قلبه؛ فقد تظل الأفكار حبيسة في العقل إن لم تلقَ تجاوبًا من القلب، والقلب هو من يأمر الجوارح بتنفيذ ما يمليه ويفكِّر فيه العقل، كمثل رغبتنا في ترك عادة سيئة تشكِّل خطرًا جسيمًا علينا، ولكن لا نمتلك إرادة لنتخلَّى عنها.
إذًا فالقلب إذا فسد فسد الجسد كله وإذا صلح صلح الجسد كله، ولا ينفِّذ القلب لأن هناك صراعًا قويًّا بين الإيمان واتباع الهوى، فكل ما تميل إليه النفس قائم قبل كل فعل، كلٌّ منهم يريد أن ينتصر؛ فالطاعة هي انتصار للإيمان على الهوى والمعصية، والمعصية هي انتصار للهوى على الإيمان وكلاهما ينعكس أثره على السلوك الشخصي للإنسان.
وثالثها: النفس الأمَّارة بالسوء التي تقاوم فعل العبد للطاعات، وإن فعلها تشعره بأنه مميز بها عن غيره حتى تجعله يمارس عبادته أمام غيره على سبيل التميز والتفاخر، ناسيًا أن الله هو من أعانه على فعل الطاعات فيصاب بالغرور والتكبر والاقتناع بأن لديه ملكات ليست عند غيره إلى أن يشرك بالله، لذا فإن أشد جهاد هو جهاد النفس ونهيها عن اتباع الهوى، وترويضها وإلزامها بالصدق والإخلاص لله، وإذا اختل عنصر من هذه العناصر اختل الميزان لكن كيف نغيرها معًا؟
الفكرة من كتاب كيف نغيِّر ما بأنفسنا؟
يتناول الكاتب أسباب دخول أمتنا الإسلامية في نكبات وهزائم متتالية، وكيف نقوم بتغيير أنفسنا من أجل إصلاح الأمة مع تناوله عوائق التغيير، مع الإشارة إلى ما آلت إليه أحوال الأمة الإسلامية، وما أصابنا جراء التأثر بالغرب وأفكاره التي لا تتوافق مع شريعتنا الإسلامية السمحة.
مؤلف كتاب كيف نغيِّر ما بأنفسنا؟
مجدي الهلالي: داعية إسلامي ولد عام 1961 في القاهرة، أسس مؤسسة الصحابي عقبة بن عامر والتي تهتم بالتربية القرآنية للأفراد.
ومن مؤلفاته: “ليلة سقوط بغداد”، و”ألواح ودسر”، و”طوفان محمد”، و”شيفرة بلال”.