كيف يؤثر فينا الفيسبوك؟

للفيسبوك تأثيرات عديدة مع مرور الوقت، إذ يجعلنا مجرد أشخاص مُقنَّعة بحالة محدَّدة بعدد كلمات وصورة شخصية، ولا يسمح لنا إلا بأن نعرض وجهًا واحدًا لنا، ويسطِّح علاقاتنا واختياراتنا ومشاعرنا الدفينة لتتحوَّل شيئًا فشيئًا إلى “Post”، أو “صورة شخصية” بإطار معين، كما أنه يزيد من توتر العلاقات والسطحية في التعامل مع الآخرين، فقد قالت آلرين سبينسلي وهي كاتبة أمريكية حين غادرت عالم الفيسبوك: “عالمي هو بالفعل أصغر الآن، لكن كل شيء فيه أكثر عمقًا”.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

كما نشرت مجلة علم النفس الأمريكية Psychology Today مقالًا تحت عنوان “مغادرة الفيسبوك قد يجعلك أكثر سعادة”، والمقال به عدة أبحاث تؤكِّد أن الفيسبوك يجعلنا أكثر تعاسة ويعزِّز عدة أمراض نفسية سلبية منها التوتر والوحدة والغيرة، وهذا كله بسبب الفكرة القائم عليها الفيسبوك وهي المشاركة، مشاركة كل شيء في حياتك الخاصة أو خارجها من صور وأحداث وهذا يعزِّز ثقافة المقارنة، فهو يوهمنا بأن حياة الآخرين مثالية فتشعر بأنهم أفضل وأسعد منك فتقارنها دائمًا بحياتك فتكون النتيجة في الغالب مُحزنة، وقد يقول البعض إن من الممكن تجنُّب المقارنة، وهذا صعب جدًّا ألا تقارن وبخاصة حين تخوض حياة الفيسبوك، فإن سياسة الفيسبوك تقوم على وتيرة المزيد من المشاركة، ثم المزيد من المقارنة بين إنجازات الأشخاص بعضهم وبعض، فتصبح النتيجة النهائية أن الفيسبوك أكثر مكان يضج بجموع من البشر يزيدون من المنافسة الوهمية فيقعون غالبًا في الوهم والتعاسة.

وأيضًا من تأثيرات الفيسبوك السلبية أنه يمتص منك يومك، ففي ظل الاستخدام الدائم للموقع يشجعك على الاستزادة من الوجود عليه بسبب وبلا سبب، فيجعل تركيزنا أقل وصفاء أذهاننا مشتتًا، فتقل إنتاجيتنا ويزيد شعورنا بالملل وعدم الصبر على المهام الطويلة أو الصعبة، كما يُسبِّب تشتتًا في المعلومات، وهذا بسبب ضخِّ كمية كبيرة من المعلومات فتدخل عقولنا في أثناء وجودنا عليه.

كل ما أنجبته التكنولوجيا الحديثة في حياتنا كان سلاحًا ذا حدين، لكننا لم نستقبل هذه الأسلحة بواقعية، بل انغمسنا في مميزاتها واعتصرتنا عيوبها، لذا وجب علينا أن نقف وقفة أمام هذه الأسلحة، ومن توابع التكنولوجيا موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” الذي أصبح الجميع لديه حساب خاص عليه، ويجعل هذا الحساب يتحكَّم به وباهتماماته، يرى العالم والعلاقات من خلاله فقط، ألم تتساءل كيف جعلنا الفيسبوك؟ وكيف جعل العالم أمامنا؟

طوني عادل صغبيني: مواليد زحلة، لبنان، حائز على ماستر في العلوم السياسية عن أزمة الطاقة وعالم ما بعد النفط، ناشط مدني وبيئي، باحث له دراسات منشورة في عدة جرائد ومجلات لبنانية.

وله مؤلفات عديدة منها: الهروب من السيستيم، لعنة الألفية لماذا يفشل النشاط التغييري.