كيف يؤثر النمو الاقتصادي في المناخ؟

كيف يؤثر النمو الاقتصادي في المناخ؟
يمنح النمو الاقتصادي الدول فرصةً لتحسين استجابتها للتغيرات المناخية، رغم أنه يؤدي إلى زيادة الانبعاثات الكربونية نتيجة أنشطة الاقتصاد الضخمة، لكن إذا لم تتجاهل الدول النامية التبعات، فقد تُبلي بلاءً جيدًا في المستقبل القريب، وتُعد الصين من أكبر الأمثلة على تلك الحالة، فنموها الاقتصادي الضخم جلب معه أضرارًا بيئية هائلة، إذ إن مدنها أكبر مصدر للانبعاثات الكربونية عالميًّا، لكنها بدأت تنخفض بمستويات كبيرة، واتجه الاقتصاد الصيني إلى الأنشطة الخضراء، فأنتجت المركبات الكهربية، وغزت سوق التقانة الخضراء بهدف السيطرة على سوق الشركات الناشئة.

يسير التعليم كتفًا بكتف مع التحسّن البيئي، فكلما تحسّن مستوى تعليم الأفراد، أسهموا أكثر في حماية البيئة، ويمكن للصين الاستفادة من التجربة الغربية التي سبقتها، لتعلم أن نمو الاقتصاد إما أن يعني مزيدًا من التلوث وإما منتجات أفضل وأقل تلويثًا للبيئة، وتمتلك الصين ميزة لم تتوافر في الديمقراطيات الغربية، وهي قبضة الدولة القوية، إذ أثبتت أنه من الممكن التضحية بالحرية الفردية لحماية مستقبل الجماعة، يهتم قادة الصين المحليون بأمرين، الأمر الأول هو الاضطرابات الشعبية، أما الأمر الثاني فهو نمو دخل الفرد، ولأن تغيرات المناخ ستؤثر في ذلك، فإنهم يولونها أهمية كبيرة.
أما الدول النامية فتفتقر إلى المرافق والمؤسسات اللازمة لمواجهة التغيرات المناخية، بجانب معاناتها من انتقال الكتلة البشرية الكبرى من الريف إلى المدينة، لتظهر أحياء فقيرة غير منظمة، تنخفض فيها جودة الحياة. وتؤدي زيادة أعداد المهاجرين إلى انخفاض الأجور وارتفاع تكاليف السكن، وتولّد اللا مساواة والاستقطاب بسبب التنوع الإثني، كما يبرز العنف سمةً اجتماعية طبيعية لتردي الأوضاع الاقتصادية، ويكمن الحل في تمكين المهاجرين من أراضيهم ومدها بالخدمات والدفع باتجاه تنمية حقيقية، بالإضافة إلى محاربة الفساد الحكومي.
الفكرة من كتاب المدينة المناخية.. كيف لمدننا أن تزدهر في مستقبل أشد حرًّا؟
لو عُرِضَ عليك بيتٌ يطفو إذا حدث فيضان، هل ستُهرعُ لشرائه أم ستتهم المعماري بالجنون؟ قبل أن تندفع في الإجابة فكّر في تغيّرات المناخ، واعلم أن أحد أكبر تهديداته هو الفيضان، عندها سوف يبدو ذلك المعماري عبقريًّا لأنه استبق الأحداث الكارثية، ومن الممكن أن تفكّر في عرضه.
تحتل قضية التغيرات المناخية مكانة أساسية في جميع النقاشات المعاصرة، هل أفسدنا الكوكب؟ هل فات أوان الإصلاح؟ أنسير إلى الهاوية أم من الممكن أن ننجو؟ سنناقش تلك الأسئلة من وجهة نظر متفائلة يؤمن بها الاقتصاديون، بأن البشرية قادرة على التأقلم والنجاة من التغيرات والصدمات، فما الخطوات التي علينا أن نخطوها لنحقق ذلك الهدف؟ وكيف ستبدو الحياة في عالمٍ أشد حرارة في المستقبل؟
مؤلف كتاب المدينة المناخية.. كيف لمدننا أن تزدهر في مستقبل أشد حرًّا؟
ماثيو إي. خان | Matthew E.Khan: عالم اقتصاد وأكاديمي أمريكي، وُلد في مدينة نيويورك في عام 1966م، حاز درجة البكالوريوس في الاقتصاد من كلية هاميلتون في عام 1988م، بالإضافة إلى البكالوريوس في التاريخ الاقتصادي من كلية لندن للاقتصاد، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة شيكاجو عام 1993م.
عمل أستاذًا مساعدًا في جامعة كولومبيا وتقدم في المراتب حتى أصبح أستاذًا مشاركًا، ثم انتقل إلى جامعة تافتس وشغل منصب أستاذ مشارك في الاقتصاد، ثم انضم إلى جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس حيث عمل في معهد البيئة والاستدامة في عام 2006م واستمر حتى عام 2015م، ثم انتقل إلى جامعة جنوب كاليفورنيا، وأصبح رئيسًا للقسم في عام 2017م، ثم في يوليو 2019 انضم إلى جامعة جونز هوبكنز بصفته أستاذ بلومبرج المتميز للاقتصاد والأعمال.
بالإضافة إلى تدريسه في مؤسسات تعليمية عالية، عمل خان زائرًا في جامعات بارزة مثل هارفارد وستانفورد، وكان نشطًا في الأبحاث بصفته باحثًا مشاركًا في المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية وزميلًا باحثًا في IZA، كما يشغل دور محرر مشارك في مجلة Urban Economics، وله مؤلفات عديدة، مثل:
Adapting to climate change: markets and the management of an uncertain future
Fundamentals of environmental economics
في البحث عن جذور الشر.
العطالة والتجاوز.
كما ترجم كتبًا مثل:
جرائم المستقبل.
الفتى هاينريش.