كيف وصلنا إلى العصر المظلم؟
كيف وصلنا إلى العصر المظلم؟
يسمِّي غينون هذا العصر الحديث بـ”العصر المظلم”، ولكي نعرف كيف وصلنا إلى العصر المظلم نحتاج العودة إلى التاريخ، ويركز غينون على العصر الوسيط الذي يمتد من عهد شارلمان إلى بداية القرن الرابع عشر لأنه يمثل بداية انحلال المسيحية وبداية الأزمة الحديثة، وبالتالي فإن حقبتي النهضة والإصلاح كانتا نتيجة للانحلال الذي حصل في العصر الوسيط، وحصل فيهما قطيعة تامة مع الفكر التقليدي الذي كان منتشرًا في العصور القديمة.
وبمقارنة العصر الكلاسيكي بالعصر الحديث، نجد أن الفلسفة في وقت اليونان كانت تشير إلى محبة الحكمة والاستعداد المؤدي إلى المعرفة، لكنها انحرفت بعد ذلك في العصر الحديث وأصبحت “دنيوية”، إذ أصبحت الفلسفة تركِّز على الإنسان وتنحصر في العقل، وبالتالي لا تعترف بما فوق العقل أو الميتافيزيقا.
ويرى غينون أن العصر الحديث هو عصر شاذ لأنه يستغل كل ما تم رفضه من أفكار وعلوم في العصور والحضارات السابقة، ويرى المؤلف أنه رغم غموض وشذوذ العصر الحديث؛ فإنه جزء من المسيرة العامة لدورة التاريخ، وقد أخبرت العقائد الربَّانية بقدومه، وفي هذا العصر يتحوَّل الناس عن مصدر معرفتهم الروحي ويغرقون في الجانب المادي دون أي ضوابط.
الفكرة من كتاب أزمة العالم الحديث
يناقش غينون الأزمة التي يمر بها العالم الحديث، ويشير إلى أن سبب هذه الأزمة يتلخَّص في الانقطاع عن التراث والجوانب الروحية، ففي هذا الكتاب، يركِّز غينون على التدهور الذي أنتجه العقل الغربي الحديث في مجالات العلوم والفلسفة والاجتماع والسياسة، ويعرض نماذج من هذا التدهور الذي يظهر في: العلم الدنيوي، والفردانية، والفوضى الاجتماعية، وغيرها، كما يشير الكاتب أيضًا إلى وجهة نظره في كيفية الخروج من هذه الأزمة.
مؤلف كتاب أزمة العالم الحديث
رينيه غينون: كاتب ومفكر فرنسي وُلد في نوفمبر عام 1886، تأثَّر بالعقائد الشرقية وعلى رأسها الصوفية، اعتنق الإسلام عام 1912 وسمى نفسه “عبد الواحد يحيى”، ذهب إلى الجزائر عام 1917 حيث درَّس الفلسفة في إحدى الجامعات هناك، ثم سافر إلى مصر عام 1930 حيث استقر فيها وحصل على جنسيتها وتوفي فيها عام 1951.
من أشهر مؤلفاته: “الشرق والغرب”، و”هيمنة الكم وعلامات آخر الزمان”.
معلومات عن المترجمين:
عدنان نجيب الدين: باحث أكاديمي ومترجم وأستاذ الفلسفة المعاصرة في الجامعة اللبنانية، ولد عام 1951 في بيروت، عمل في مجال التعليم وحاضر في الفلسفة والترجمة.
والشيخ جمال عمَّار