كيف ننظر إلى الجريمة؟
كيف ننظر إلى الجريمة؟
كيف يفكِّر المجرمون؟ في حقيقة الأمر إن الأسلوب الذي يفكِّر به المجرمون يختلف بشكل جوهري عن الأسوياء، وأثناء تشكُّل شخصية ما قبل الإجرام يشعر الإنسان بالحقارة والضآلة والنقص، ويبدو ذلك في نظرات الآخرين المشوَّهة تجاهه وتفسيره لتلك الآراء، كما أن لديه خوفًا مفرطًا وشبه وساوس من الأفكار السلبية التي تلحُّ عليه باستمرار، كذلك تسيطر على تفكيره صورة ضبابية تجعل غالب رؤيته غير نقية، وبغضِّ النظر عن مجموع ما يوجد بداخلهم من أفكار تكون أنماط الإجرام شبه متكرِّرة كالسجن والتشريد والضرب والقتل والمؤامرات والفتن.
يختلف القانون الوضعي عن القانون الإسلامي في نظرته إلى الجريمة والمجرمين، فالقانون الوضعي يختلف باختلاف الزمان والمكان حيث إن نظرة المجتمع الأوروبي لفعل ما على كونه رذيلة وجريمة تستحق العقاب قد تضاد تمامًا نظرة أحد المجتمعات الآسيوية للفعل نفسه، والذي من المحتمل أن يكون مألوفًا لديهم وليس منصوصًا عليه في قوانينهم بالتجريم، وهذا على العكس في التشريع السماوي الذي لا ينظر إلى الفعل أو الفاعل بأكثر من نظارة ولا يميز أو يحابي أحدًا على أحد، وإنما قوانينه للأفعال ثابتة متأصلة لا تتغيَّر بتغيُّر الزمان والمكان، ومن ثم لا ينتج ذلك تناقضًا.
يبقى التساؤل إذًا: لمَ هذا التشابه الكبير بين المجتمعات الإسلامية وغيرها رغم اختلاف المناهج؟ هل بسبب الغزو والاستعمار؟ والقول الحق في ذلك أن الاستعمار وما تلاه من غزو للأرض ثم غزو للعقل ثم للمجتمع وعالم الفكر والاقتصاد والسياسة له دورٌ كبير في هذا التشابه وابتعاد المسلمين عن منهجهم الأصلي، لكنه ليس السبب الوحيد، وإنما كان هناك استعدادٌ متزايد قبيل الاستعمار لرياح التغيير وما كان الغزو إلا القشة التي قصمت ظهر البعير.
الفكرة من كتاب الانحرافات السلوكية الأسباب والعلاج
أحيانًا يصدر منا أو من الآخرين سلوكيات معينة، ولا ندري ما الذي يدفعنا ويدفعهم إلى ذلك؟ وما الذي يدفع غير الأسوياء إلى سلوكياتهم الشاذة؟ هل هناك دوافع وراء ذلك أم أن السلوك يختلف من فرد إلى آخر؟
يتحدَّث الكتاب عن الانحرافات السلوكية ويفرقها عن السلوكيات السوية الطبيعية، ويعقد مقارنة بين النظرة الدينية للإنسان ونظرة علم النفس الحديث له، ثم يذكر دور الأسرة والمجتمع في مراحل نموه العقلية والعاطفية ومقدار ما تحدثه من تأثيرات فيه، ثم يبيِّن الاختلاف الفجَّ في منظومة القيم والأخلاق بين المنهج الإسلامي وما سواه.
مؤلف كتاب الانحرافات السلوكية الأسباب والعلاج
صباح عباس: كاتبة من مواليد مدينة صفوى بالعراق، جلُّ اهتمامها في الشأن الأسري، لها الكثير من المؤلفات في ذلك: “الحياة الزوجية: مشاكل وحلول”، و”حتى لا يكون الحلم حطامًا”، و”فن الإدارة (دليلك إلى النجاح)”.