كيف نقلل الفقر؟
كيف نقلل الفقر؟
يرى المؤلف أن الفقر ليس حالة مطلقة، فوفقًا لأحد التعريفات التي تبناها الاتحاد الأوروبي عام 1984، الفقير هو الشخص الذي تكون موارده المادية والاجتماعية ضعيفة لدرجة يكون فيها مستبعدًا من أنماط الحياة المقبولة في الدولة التي يعيش فيها. هذه الرؤية النسبية للفقر تعني أننا نكون فقراء لأننا أقل ثراءً من الأثرياء، ويعني هذا ضمن ما يعنيه أن تقليل التفاوت يؤدي إلى تقليل الفقر، فلو تم تخفيض الدخل الكلي لمن هم أكثر ثراءً أو انخفض عدد الأثرياء، فسوف ينخفض الدخل المتوسط تلقائيًّا، ومن ثم سيخرج أشخاص كانوا مصنفين على أنهم فقراء من دائرة الفقر دون أن يتغير دخلهم لأنهم أصبحوا قادرين على تبني نمط الحياة المقبول في مجتمعهم.
وإذا كان الفقر مرتبطًا بالأزمة الاجتماعية والأزمة البيئية، فمن الضروري مواجهة هاتين الأزمتين حتى نستطيع التغلب على الفقر. وحتى نستطيع مواجهة الأزمة الاجتماعية والأزمة البيئية، يرى المؤلف أنه من الضروري تخفيض الاستهلاك المادي، ومن أجل هذا ينبغي أن يُمارس الضغط على الطغمة أولًا لأنهم أكثر مَن يستهلكون، وهذا سيجعل الأمر مقبولًا من المواطنين بعد ذلك، فأفراد الطغمة يبلغ عددهم في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان نحو مليار من البشر، فهم يمثلون أقل من 20% من سكان العالم، لكنهم يستهلكون نحو 80% من الثروة العالمية.
لذلك من الضروري أن نعي بشكل جماعي ضرورة تقليل الاستهلاك المادي من أجل التغلب على الأزمة الاجتماعية والأزمة البيئية، ومِن ثمّ نقرر جماعيًّا تقليل الاستهلاك المادي، ذلك أن أي حل يعتمد على القرارات الفردية لن يحل الأزمة.
الفكرة من كتاب كيف يدمر الأثرياء الكوكب
في كتابه “كيف يدمر الأثرياء الكوكب؟” يحاول هيرفي كيمف مناقشة الأزمة الاجتماعية الناتجة عن التفاوت الرهيب بين الأثرياء والفقراء، ومناقشة الأزمة البيئية التي نتجت عن تسميم المجال الحيوي، ويشير إلى ضرورة التصدي لهذه الأزمات، لكن الطغمة -وهم فاحشو الثراء- لا يريدون تغيير الوضع الراهن لأنهم مستفيدون من هذه الأزمات، ومن ثم يحاولون إقناع الآخرين أن كل البدائل مستحيلة وأن الطريق الوحيد متمثل في النمو الدائم للثروة.
مؤلف كتاب كيف يدمر الأثرياء الكوكب
هيرفي كيمف: هو صحفي فرنسي مهتم بقضايا البيئة والصراعات الدولية، أسس صحيفة “Repoterre”، كما يعمل مسئولًا عن قسم البيئة في صحيفة “Le monde” الفرنسية.
من مؤلفاته: كتاب “الخروج من الرأسمالية”، وكتاب “كفى للطغمة ولتحيا الديمقراطية”.
معلومات عن المترجم:
أنور مغيث: أستاذ الفلسفة المعاصرة بكلية الآداب بجامعة حلوان، له العديد من الدراسات المنشورة في مجالي الفكر العربي المعاصر والفلسفة، ومن الكتب التي ترجمها من الفرنسية إلى العربية: كتاب “نقد الحداثة” لآلان تورين، وكتاب “في علم الكتابة” لجاك دريدا.