كيف نفكِّر؟
كيف نفكِّر؟
مع اختلاف مشاكلنا وظروفنا لكن عقولنا تعمل بشكل متشابه، ولكي نفهم الآخرين سنعرف ثلاثة مفاهيم أساسية لتشرح لنا ما يدور في عقل الآخرين حينما نحدثهم بشيء ما، وهذه المفاهيم هي: أجزاء المخ الثلاثة، واللَّوزة الدماغية، والخلايا العصبية العاكسة.
ونبدأ بالمخ، وهو يتكوَّن من المخ الزاحف الأدنى وهي المنطقة المختصَّة بالفعل ورد الفعل دون تفكير بالأحداث، وثاني مخ هو مخ الثديات الأوسط وهو موضع العواطف، أو كما يسميه الكاتب ملكة الدراما الداخلية، ثم المخ الأعلى وهو الذي يزن الموقف بالمنطق بعد أن يجمع البيانات من المخ الزاحف والثديي ثم يحللها ويتخذ القرارات الذكية.
فعند الضغط يعمل المخ الزاحف والثديي فقط وتتراجع قدرتنا على التفكير الذكي، وإذا وجدت أن تواصلك مع الآخرين يفشل فاعلم أنك قد عطَّلت التفكير بالمخ الأعلى، وقد يحدث تعطيل للمخ الأعلى بطريقة أخرى عندما تتحكم اللوزة في التفكير، ففي حالات الخطر مثلًا لا تحتاج اللوزة أن تبعث بالأمر على المخ الأعلى ليحلِّلها ثم يرسل إلينا القرار الذكي، ولكنها تكون في حالة احتياج فوري إلى الحل، لذلك قد يتصرَّف المخ الزاحف أو الثديي على حسب ما تمليه علينا فطرتنا، وفي هذه الحالة يحدث ما يسمى “اختطاف اللوزة” ولو تكلمنا مع الشخص وهو في هذه الحالة وناقشناه في عدم منطقية ما يفعل فبالتأكيد نحن نهدر وقتنا.
ولحسن حظنا أننا نمتلك الخلايا العصبية العاكسة، وهي تعمل عمل المرايا فتجعلك تشعر وكأنك في نفس موقع من يعاني، لذلك تحزن له وهي سبب التفهُّم العاطفي لدينا، وعندما يقابلك الآخرون بالبرود يحدث ما يسمَّى بالخلل في مستقبلات الخلايا العصبية العاكسة.
الفكرة من كتاب فقط أنصت
في عالمنا الكل يريد أن يتكلَّم، الكل يريد أن يدلي برأيه، لكن المتميِّز فقط من يتقن فن الاستماع، وهو من يستطيع أن يتواصل بشكل حقيقي وصادق، فالشخص الذي لا يسمع متسرِّع ومُنَفِّر، أما المستمع الحق سيعرف من أين ينطلق الناس، ويبدي لهم اهتمامًا صادقًا، ويستطيع بهذا أن يتقرَّب منهم يعرفهم حق المعرفة وسيحقِّق لهم ولنفسه الكثير من المنافع، وسيجد قلوب من حوله مفتوحةً له.
وفي هذا الكتاب نتعرَّف على سر الوصول إلى الناس، وما الأمور التي تعوق التواصل الجيد، وما قواعد التواصل الحقيقي، وكيف نساعد الناس ونساعد أنفسنا وكيف نتعامل في مواقف الضعف والانكسار، وكيف نتغيَّر إذا كنا قليلي الاستماع؟
مؤلف كتاب فقط أنصت
مارك جولستون: هو طبيب نفسي ومدرِّب تنفيذي ومستشار لمنظمات كبرى؛ إذ إنه مخترع ومطوِّر العملية المسمَّاة “التعاطف الجراحي”، حيث باستخدام التعاطف الموجَّه والمركَّز ، يكون المرء قادرًا على اختراق الناس وتحريرهم من العوائق العاطفية والنفسية الداخلية التي يمكن أن تضعف وظائفهم ورضاهم في الحياة.
ولد مارك في 21 من فبراير 1948 بمدينة بوسطن، وحصل على بكالوريوس من جامعة كاليفورنيا وحصل على الدكتوراه في الطب من جامعة بوسطن، ويعمل طبيبًا نفسيًّا ومؤلفًا واستشاريًّا.