كيف نصل إلى الحقائق؟

تتعدَّد طرق معرفة الحقائق فمنها ما يُدرَك بالحواس ومنها ما يُدرك بالخبر، وعلى الرغم من أننا نقبل ما تدركه حواسنا على أنه حقيقة فإنها يمكن أن تخدعنا؛ نرى بحواسنا أن الشمس تدور حول الأرض والحقيقة هي العكس، أما الخبر فإننا نصدق مثلًا أن جورج واشنطون كان أول رئيس لأمريكا، فكر في الأمر ستجد أن كثيرًا من الحقائق التي نبني عليها تفكيرنا هي حقائق منقولة.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

لا يقتصر النقص الذي يصيب مسالك اكتساب الحقائق ومعرفتها عند هذا الحد، بل ثمة أمر مختلف ينبغي الإشارة إليه: الرأي؛ والرأي لا يخرج عن كونه تخمينًا للحقائق وليس هو الحقائق بذاتها، ويدفعنا هذا إلى الحديث عن أهم طريقتين للوصول إلى الحقائق، وأولاهما هي الوصول إلى التعميمات، والتعميم حكم عام يقرِّر انطباق حكم ما على جميع أفراد المجموعة؛ كأن نقرر أن كل الكراسي الموجودة في الغرفة مصنوعة من المعدن، ويندرج تحت التعميم نوع ينطلق من الجزء إلى الكل؛ أي يختبر بعض أفراد المجموعة كعيِّنة، ثم يقرر أن يصدِر حكمًا عامًّا على جميع أفراد المجموعة، ويستخدم هذا النوع لصعوبة فحص جميع الأفراد غالبًا، ولكن يجب الحذر عند استخدامه بحيث يشمل الفحص عددًا كافيًا من أفراد النوع أو المجموعة، وبحيث تكون الأشياء المفحوصة ممثلة للنوع أو المجموعة أفضل تمثيل.

والطريقة الثانية هي تكوين النظريات، فلنفترض أنك عدت إلى المنزل ولاحظت تغيُّر مكان صندوق الكعك، وأن نصف ما به من حلوى تقريبًا غير موجود، وأنه يوجد كتابان ضخمان على المقعد بالقرب من خزانة الطعام، ووجدت آثارًا تشبه فتات الخبز حول فم أخيك الأصغر، فليس من المحتمل أن تفسر كل حقيقة من هذه الحقائق بمعزل عن الحقائق الأخرى، بل يداهمك تفسير واحد هو ما نصطلح عليه (نظرية)، أن أخاك الصغير قد سطا على صندوق الكعك!

كما هو الحال في التعميمات، قد تكون بعض النظريات غير مفيدة، وتتميَّز النظريات الجيدة بتفسيرها لجميع الحقائق، وبإمكان اختبارها والبرهنة عليها، ولسوء الحظ لا يمكن اختبار جميع النظريات، وعادةً لا تكون تلك النظريات غير القابلة للاختبار مفيدة.

يعد هذا الكتاب دليلًا مُرشدًا للتفكير السليم دون الدخول في متاهات علم النفس أو علم المنطق، ويقدم للقارئ مدخلًا لفهم التفكير ومكوناته وطرق الحصول على الحقائق، مستعرضًا أهم وأبرز أخطاء التفكير والمغالطات المنطقية الأكثر شيوعًا التي يمكن أن نقع فيها أو تلك التي يستخدمها الآخرون للتأثير فينا.

ويليام شانر William Shanner: كاتب، ولد عام 1915م، وعمل ضمن مديري معاهد البحث العلمي بأوكلاهوما، ونُشِر له هذا الكتاب، وله كتاب آخر هو “القدرات العقلية الأولية والإنجاز الأكاديمي” نُشر بين عامي 1944 و1947.