كيف نستغل الوقت في إطالة العمر؟
كيف نستغل الوقت في إطالة العمر؟
عمر الإنسان ساعات ودقائق، وما يُقضى منها لا يعوَّض، والمؤمن الصادق يعلم أنه في صراع دائم مع الوقت، وأن الساعة الضائعة بلا طاعة يندم عليها، فهذه الساعة قد ترفعه درجة في الجنة. ويتعجَّب المؤلف من إنجازات بعض السلف التي فاقت بعضها عدد سنوات عمرهم مع غياب التكنولوجيا، وقد يكون الجواب بأنهم استغلُّوا دقائق العمر قبل ساعاته وأيامه، فبارك الله في أيامهم، وكانوا يكثرون من تلاوة القرآن في أثناء سفرهم ومشيهم حتى قاسوا المسافات والأوقات بعدد آيات القرآن، وكان جد الإمام ابن تيمية إذا أراد دخول الخلاء كان يطلب من أحدهم أن يقرأ عليه بصوت مرتفع، حتى لا يمر عليه وقته إلا بفائدة.
فلا يدري أحد متى تتوقَّف دقات قلبه، ولذلك من الضروري استثمار الوقت في الطاعات؛ من ذكر الله (عز وجل)، وقراءة القرآن الكريم، والكتب النافعة وصلة الأرحام، فزيادة العمر منحة يعطيها الله من يشاء من عباده لعله يزيد بها طاعة، والحياة نعمة يجب استغلالها قبل دنو الأجل. ومن يؤخر التوبة إلى الله، ويؤخر التزامه بطاعة الله، يُفوِّت على نفسه عمرًا إنتاجيًّا ضخمًا، والمسلم الحريص على إطالة عمره يرتقي بفهمه ويعتبر إهدار الوقت من المباحات والغلو فيه معصية يجب التوبة منها سريعًا.
وترتقي عادات أهل اليقظة إلى عبادات، وتهبط عبادات أهل الغفلة إلى عادات، وذلك كله من خلال النية واحتساب الأعمال لله، حيث يستطيع المسلم الحريص على تحويل الأعمال المباحة كالأكل والشرب والنوم الذي يأخذ ثلث العمر إلى عبادات من خلال نية التقوى على الطاعة والكف عن المعاصي، فيزداد عمره الإنتاجي ويكتسب أكبر قدر ممكن من الحسنات.
الفكرة من كتاب كيف تطيل عمرك الإنتاجي؟
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَهُ إِنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وَثَواني
فَاِرفَع لِنَفسِكَ بَعدَ مَوتِكَ ذِكرَها فَالذِكرُ لِلإِنسانِ عُمرٌ ثاني
يحاول الكتاب طرح الأعمال الصالحة التي يضيف ثوابها عمرًا إضافيًّا ليكون العمر الإنتاجي من الحسنات أكبر من العمر الزمني، ويلفت الأنظار إلى العديد من الأعمال التي يمر عليها الكثيرون مرور الكرام ولكنها تزيد معدل الحسنات، وينتقل الكاتب بسلاسة إلى قضية محدودية عمر الإنسان وضرورة استغلاله.
مؤلف كتاب كيف تطيل عمرك الإنتاجي؟
محمد بن إبراهيم النعيم: كاتب، وداعية إسلامي، له العديد من المؤلفات منها:
أمنيات الموتى.
كيف تثقل ميزانك؟
أعمال ثوابها كقيام الليل.
كيف تفتح أبواب السماء؟