كيف نستخدم العلم؟
كيف نستخدم العلم؟
هناك نوعان رئيسان من الأبحاث العلمية؛ النوع الأول هو الأبحاث الأساسية التي تهدف إلى فهم عام للطبيعة وقوانينها وجمع المعلومات والمفاهيم بشكل أكثر تنظيمًا وعمقًا، النوع الثاني هو الأبحاث التطبيقية التي تهدف إلى حل مشكلة واقعية واختراع شيء مادي تكنولوجي، ومنذ بدايات القرن العشرين وبسبب فترات الحربين العالميتين والحرب الباردة تركز الدعم المالي للأبحاث التطبيقية لهدف التطوير الحربي العسكري للتفوق على الخصوم.
ولكن مع انتهاء زمن الحروب العسكرية المباشرة، ونشوء الأبحاث الأساسية وتطورها مطلع القرن الحالي، نشأت علاقة تكامل بين النوعين، كما سدت الأبحاث الأساسية عدة أوجه قصور في التطبيق وحسنت من مداها، ممهدة الطريق لفهم العالم أولًا ثم إضافة بعض التفاصيل لتغييره.
وعند الحديث عن مجال التعليم نجد أنها تندرج تحت الأبحاث الأساسية ولكنها تواجه عدة مشكلات، أولًا ضبابية أهداف العملية التعليمية، فما النتائج المرجو تحقيقها في الأطفال من البداية، هل هي زرع قيم معينة كالمواطنة وحب الآخر، أم التدريب على مهارات تقنية أو ذاتية كالابتكار والإبداع والإعداد لأداء وظيفة اقتصادية في المجتمع، أم تحقيق إشباع عاطفي مثل الشعور بالانتماء والحصول على الرعاية وتحقيق الذات؟
المشكلة الثانية في التغذية الراجعة؛ لا يتم الاعتماد على البيانات أو النواتج التي تقاس أو الملاحظات الواردة عن مشكلة ما في الرجوع إلى المشكلة مرة أخرى والنظر فيها، تكمن أهمية ذلك في أنها الطريقة الوحيدة للتحسن المستمر، المشكلة الثالثة هي اختلاف البيئة الخارجية التي يتم فيها اتخاذ قرار ما بشأن عملية التعليم بناء على أبحاث علمية، والبيئة الداخلية التي يتم فيها تطبيق هذا القرار متمثلة في عقل التلميذ والمعلم ونظام المدرسة وطبيعة المادة وغيرها.
وأخيرًا اختلاف مستويات المشكلة ذاتها، ففهم الأمور المنفردة لا يضمن حسن التطبيق على المستوى الجماعي، فعلى النطاق الفردي لا يتبع التلميذ الواحد نفس السلوك عند الاجتماع مع تلاميذ آخرين في مجموعة، بالإضافة إلى تداخل الدوائر الإدارية في صنع القرار مع دوائر المتابعة والتقييم.
وتوجد استراتيجية بديلة أسهل في التطبيق وهي مقارنة الأسلوب الجديد بالقديم لتقييم النتائج، وهذا يستبعد مشكلتي الأهداف والبيئة الخارجية من الحسبان، وهي فعالة على المستوى البسيط.
الفكرة من كتاب متى يمكن الوثوق في الخبراء (التمييز بين العلم الحقيقي والعلم الزائف في مجال التعليم)
إننا نعيش في عصر نتعرض فيه بصورة مباشرة ومستمرة إلى صور ممنهجة خارج إدراكنا، بهدف إقناعنا بتصديق فكرة ما أو بعمل فعل معين، وأسهل طريقة لإقناعنا هي إلباس هذه الصور لباس العلم الجاد الموثوق، ويتم خداعنا في كثير من الأحيان بعلم زائف أو ادعاءات كاذبة، ولكن بعد فوات الأوان وترك هذه الأفكار تؤثر في سلوكنا واتخاذنا للقرارات الخطرة، مثل ما يركز عليه هذا الكتاب في قضايا مثل التعليم، فكيف نستطيع التفريق بين العلم المستند إلى دراسات حقيقية وبين العلم الزائف؟ وما العوامل أو التصرفات التي نرتكبها ويستغلها المخادعون لإقناعنا؟ وما هي أشهر تكنيكاتهم؟ وماذا نفعل لنتأكد من صحة الدراسات في غير مجال تخصصنا؟
مؤلف كتاب متى يمكن الوثوق في الخبراء (التمييز بين العلم الحقيقي والعلم الزائف في مجال التعليم)
دانيال تي ويلينجهام: حصل على الدكتوراه في علم النفس المعرفي من جامعة هارفارد عام 1990م، وكان أستاذًا لعلم النفس بجامعة فيرجينيا، انصبَّت أبحاثُه على الأساس الدماغي للتعلُّم والتذكُّر، وتختصُّ أبحاثه الأخيرة بتطبيق علم النفس المعرفي على تعليم الأطفال حتى المرحلة الثانوية، يَكتُب دانيال عمودًا بعنوان اسأل العالِم المعرفي في مجلة أمريكان إديوكيتور، ومن أشهر كتبته: لماذا لا يحب الطلاب المدرسة؟
معلومات عن المترجم:
تخرجت صفية مختار في كلية الألسن قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس عام 2007م. وفضلًا عن كونها مُترجِمة فهي كاتبة وشاعرة، نُشر لها العديد من الأعمال في الصحف، مثل صحيفة المصري اليوم وجريدة الشارع ومجلة كلمتنا ومجلة الثقافة الجديدة، ولها مجموعة قصصية بعنوان وسال على فمها الشيكولاتة.
عملت في مؤسسة هنداوي حتى عام ٢٠١٨ في وظيفة مُترجِم أول؛ إذ تولت ضمن فريق المترجمين بالمؤسسة مسؤولية ترجمة الكتب من مُختلِف المجالات، وتَرجمَت خلال حياتها المهنية العديدَ من الكُتُب مع مكتبة جرير، ومن ضمنها: المسار السريع للتسويق، والمسار السريع للأمور المالية بالإضافة إلى بعض روايات أجاثا كريستي.