كيف نرى النجوم في السماء؟
كيف نرى النجوم في السماء؟
إن المخروطات في شبكية العين والمسؤولة عن استشعار الألوان لا تعمل جيدًا إلا في إضاءة كافية، وضوء النجوم الذي يصل إلى الأرض أضعف من أن تميز أعيننا ألوانها لأنها تفقد وميضها ويتشتَّت في أثناء المرور بالغِلاف الجوي إلى الأرض، فلا تستطيع العين سوى أن تميز الفرق في شدة الإضاءة بين الألوان، لذلك تبدو النجوم جميعها باللون الأبيض على خلفية السماء، وذلك بسبب بعدها عن كوكب الأرض باستثناء قلة قليلة من هذه النجوم تلمع بما يكفي لاستثارة المخروطات مما يجعل العين تراها ملونة بعض الشيء مثل نجم الدبران الذي يميل إلى اللون الأحمر، وهو أسهل النجوم للعثور عليه في الليل بسبب سطوعه ومكانه في السماء.
وكلما زادت كتلة النجم زادت درجة حرارته، وزاد سطوعه، وتتدرج نقاط إشعاعه القصوى من الأحمر إلى الأصفر وهكذا، فاللون يكون أحمر عندما تكون درجة حرارته 7400 درجة، وهكذا إذا زادت زاد اللون وإذا قلت قل، ولكل لون نقطة إشعاع قصوى وموجة خاصة، ودرجات حرارة النجوم تكون ما بين بضع المئات من الدرجات في النجوم الباردة إلى الآلاف.
أما الأشعة المنبثقة من النجوم فتكون في حيز الأشعة تحت الحمراء عندما تكون درجة حرارتها بضع مئات، وتكون في الحيز المرئي حين تبلغ الآلاف، أما عندما تبلغ عشرات الآلاف فتصبح في حيز الأشعة فوق البنفسجية.
الفكرة من كتاب لماذا لا نرى في السماء نجومًا خضراء؟
ربما يخيل للقارئ منذ أول وهلة غرابةَ عُنوان الكتاب أو سخريته، فما علاقة اللون الأخضر بالنجوم التي نراها في السماء؟ فنجوم السماء بيضاء يتخلَّل بياضها زرقة لا اخضرار!
يصحبنا الكاتب في جولة علمية ممتعة ما بين عالم الألوان والأمواج والأصوات من ناحية الفيزياء والبصريات وعلم الأعصاب والفلك، ويعرِّفنا كيف فسرت هذه المجالات والعلوم المختلفة الأصواتِ والألوانَ وآليةَ عملها، ويعرفنا كيف نبصر الأشياء والألوان ويحلِّل لنا مكوناتها وخواصها وطرق انتقالها، وفهذا الكتاب رغم قلة عدد صفحاته يتسم بالثراء مع التبسيط في عرض وتحليل الحقائق والنظريات والخلو من تعقيدات اللغة العلمية ومصطلحاتها.
مؤلف كتاب لماذا لا نرى في السماء نجومًا خضراء؟
ألان بوكيه Alain Bouquet: كاتب وباحث فرنسي حائز على درجة الدكتوراه في العلوم، ويعمل مديرًا للأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي، ويعمل بمختبر الفيزياء الفضائية وعلم الكونيات بجامعة باريس السابعة، وله العديد من الكتب العلمية التي تبسِّط مفاهيم ومجالات العلوم والفيزياء.
ومن أهم مؤلفاته: “كيف تلمع الشمس؟” و”ما الثقب الأسود؟” و”ما تحكيه لنا الأحافير”، و”الإنسان والفيروسات هل هي علاقة دائمة”، و”هل ينبغي أن نصدق نظرية الانفجار الأكبر؟”.