كيف نرتدي قبعات التفكير؟
كيف نرتدي قبعات التفكير؟
في البداية جميعنا يملك قدرة هائلة على التفكير رغم تفاوت نسب الذكاء بيننا، وجميعنا يمكننا أن نصبح مفكرين بعدة خطوات؛ أولاها: أن نرتدي قبعة المفكر، وهذا الأمر بمثابة تهيئة عقلك للتفكير، فهناك من يجلس ويضع يديه تحت ذقنه وهذا ما يحفِّزه على التفكير، واستحضار هذه الصورة يشبه في ديننا فكرة أن تصلي في البداية بجسدك فقط حتى تستجيب الجوارح، هذا أيضًا موجود في التفكير، فأنت تتقمَّص شخصية المفكر حتى تصبح مفكرًا بالفعل، لكنك بالتأكيد لن تمتلك المهارة الكاملة بمجرد عقد النية، فأنت لن تصبح طباخًا ماهرًا بمجرد اتباعك لقواعد الطبخ، ولكنك بالتأكيد ستكون أفضل ممن يمشي دون خطة هائمًا على وجهه، إذن فالأمر يحتاج إلى نية ثم تقمُّص للشخصية ثم اتباع للخطوات المفروضة ثم التدريب مع الوقت حتى نكتسب الخبرة اللازمة.
ومن الضروري أن يدرك المرء أنه دائمًا ما ينقصه شيء لأن الإحساس بالكمال في التفكير يدفع الواحد منا إلى الركود والشعور أنه لا يحتاج إلى تطوير أو تجديد في المهارات أو اكتساب أي شيء جديد، كما يدفعه إلى الغرور برأيه وعدم قبوله لاحتمالية أن يكون مخطئًا، فهو يظن أن ما يفكر به هو فقط الصواب.
ومن المعروف أن كيمياء المخ تتغير بالأنشطة، فمثلًا عند الجري تزداد الإندورفينات التي تجعل المرء يشعر بالنشاط والسعادة، وعند تناول أكلة لذيذة يشعر الإنسان بالانتشاء؛ فبعض الأفعال تؤثر في العاطفة، كما يمكن للعاطفة أن تؤثر في الأفعال، فقد تجد بعض الناس عند الخوف أو الفزع أو الفرح يتصرَّفون بغباء أو سذاجة، لذلك في حالات كثيرة يجب علينا فصل العقل عن العاطفة والتعامل مع كلٍّ منهما على حدة، وهذا ما سنشرحه.
الفكرة من كتاب قبعات التفكير الست
الإنسان رغم محدودية إمكانياته وضعفه وعجزه، ورغم أنه صغير جدًّا في هذا الكون، فهو يعيش في بيت في بلد هي جزء من قارة هي كذلك جزء من الأرض التي هي جزء من نظام شمسي كبير من مجرة أكبر من عدة مجرات، فالإنسان كائن ضئيل جدًّا، ورغم إدراكنا لحجمنا فالعالم كله مُسخَّر للبشرية لنتعظ منها ونعي قدرة العالم، ورغم أننا جرمٌ صغير فإن العالم الأكبر قد انطوى بداخلنا، وهذا من بديع قدرة الله.
وحتى نستطيع التعامل الصحيح في الحياة يجب أن نفهم الناس ونجاريهم كي نقلِّل من حجم المشاكل التي من الممكن أن نتعرَّض لها “دواؤك فيك وما تُبصر وداؤك منك وما تَشعر” مثلما قال علي بن أبي طالب.
والمقصود من هذه الجملة أن “الأنا” التي بداخلنا هي أصل الشرور والداء، وإن هذَّبناها أصبحت هي الدواء.
وفي هذا الكتاب يأخذنا الكاتب في رحلة لفهم النفس وطرق التفكير والانفعالات وكيفية التحكم في الأفكار والمشاعر.
مؤلف كتاب قبعات التفكير الست
إدوارد دي بونو Edward de Bono طبيب وعالم نفس، ولد في 19 من مايو 1933، في جزيرة مالطا، التي حصل منها على درجة الطب بعد تخرُّجه في كلية سانت إدوارد، ثم حصل على منحة من جامعة أكسفورد ليتميَّز في علم النفس، ثم يحصل على دكتوراه في الفلسفة، وبعدها درس في جامعة كامبردج ولندن وهارفارد، وأسس مركز أمانة الأبحاث الاستعرافية CORT التي استمرت في وضع المناهج التعليمية وتطويرها بناءً على أفكاره.
له 75 كتابًا، تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات وصلت إلى 37 لغة، منها: “كيف تملك عقلًا رائعًا”، و”أريد أن أكون ملك أستراليا”، و”دين جديد”، و”كيف نفكر أفكارًا مبدعة”، و”مناهج دي بونو في التفكير”.. وغيرها.