كيف نحمي أدمغتنا من الإجهاد؟
كيف نحمي أدمغتنا من الإجهاد؟
يتصل المخ بالجسم بواسطة الإشارات الكهروكيميائية، ويحتوي الدماغ على جهاز إنذار كيميائي يرسل الإشارات المنبهة إلى الجسم عند الخطر ليستعد الجسم لمواجهة المواقف، ويسبِّب الإجهاد النفسي تغيُّرات كيميائية ومادية كثيرة للدماغ والجسم، كتحريض الدماغ بإفراز هرمون الإبينفرين والنورابينفرين والكورتيزون وهرمون النمو والجلوكاجون في الدم لتسريع عمليات الأيض لتنظيم عمل الجسم لمواجهة الموقف، وكذلك هرمون المضاد لدر البول ليساعد على إعادة امتصاص الماء لمجرى الدم، وهرمون الألدوستيرون ليساعد على الاحتفاظ بالأملاح وهرمون الأوكسيتوسين الذي يسبِّب تقلُّص العضلات، وهرمون الرنين والأنجيوتنسين الذي يسبِّب تقلُّص العضلات، وغيرها من الهرمونات التي يقل إفرازها عند الإجهاد، كالإنسولين وهرمونات الغدة الدرقية وهرمون التستوستيرون، وتضطرب الهرمونات الجنسية لدى النساء، وكل ذلك بهدف تنظيم الوظائف الفسيولوجية لتساعد الجسم على التوازن.
ويؤدي تعرض الجسم للإجهاد لفترات طويلة إلى حدوث تأثيرات ضارة بما في ذلك من ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم وارتفاع ضغط الدم وازدياد العوامل التي تساعد على حدوث جلطات، وأظهرت الدراسات أن نسبة كبيرة من الأمراض التي تصيبنا ترجع أسبابها إلى الإجهاد النفسي، فالإجهاد يضعف جهاز المناعة ويؤدي إلى الشيخوخة المبكرة للدماغ.
وهناك ترابط بين عمل الدماغ والقلب، فالقلب يؤثر في قدرة الدماغ على التركيز، وكذلك يؤثر الدماغ في انتظام نبض القلب، وأكثر الأشخاص عرضة لأمراض القلب والأوعية الدموية هم الأشخاص قليلو الصبر ويتميَّزون بروح المنافسة عن غيرهم الذين يتسمون بالهدوء وعدم الاندفاع، وأثبتت الدراسات أن رد الفعل الجسماني تجاه الإجهاد ذو منشأ وراثي؛ فيرث الفرد خصائص جهازه العصبي من أبيه أو أمه، فالبعض لديه جهاز عصبي أكثر حساسية وقدرة على القيام بردود فعل قوية أكثر مما لدى البعض الآخر، ويمكن للإنسان أن يتحكَّم في وظائف جسمه كما هو معروف عند أتباع فلسفة اليوغا.
وهناك بعض الوسائل التي عن طريقها يتمكَّن الإنسان من مواجهة الإجهاد الذي يتعرَّض له من حين إلى آخر، فيبيِّن أهمية أن يتحلَّى المرء بقدر من الرضا عن النفس والتفاهم مع الآخرين والبعد عن الصراعات المزعجة والتعوُّد على تكليف الآخرين بمهامهم ومسؤولياتهم لتخفِّف من الأعباء الملقاة على كاهل المرء، والبعد عن التردُّد فى أخذ القرارات، فالتردُّد يحبس الإنسان في دوامة تحول دون وصوله إلى أي قرار مما يسبِّب الإجهاد والأذى بالجسم والدماغ، وكذلك الانصراف عن الأمور الصغيرة فالتركيز عليها يؤدي إلى ضيق التفكير وتوتر الأعصاب، وتوطين النفس على تقبل الخسارة، فقد تَكْمُن الفائدة فيها مما يدفع الإنسان إلى المواصلة والاستمرار وبذل الجهد، وتحديد الأهداف بوضوح والعمل عليها والتوقُّف عن اختلاق الأعذار.
الفكرة من كتاب بناء القدرات الدماغية
يعدُّ الدماغ ميدانًا رائعًا للبحث العلمي وعالمًا غامضًا على الدوام، فرغم الاكتشافات التي يتم التوصُّل إليها بين حين وآخر، فسوف يظل هناك الكثير من الأسرار التي تحيط به ولا بدَّ من إماطة اللثام عنها بإجراء الدراسات والبحوث..
يتناول هذا الكتاب آلية الذاكرة وكيفية عمل الدماغ وكيفية معالجة المعلومات وما العلاقة بين أعضاء الحس والدماغ وكيفية تطوير قدرات الحفظ والتذكر والتخفيف من آثار الإجهاد على الدماغ، ويعدُّ ميدان هذا العلم من أسرع الميادين العلمية نموًّا وتطورًا؛ إذ تتمخَّض جهود الباحثين فيه عن كميات هائلة من المعلومات الجديدة.
مؤلفة كتاب بناء القدرات الدماغية
آرثر وينتر Arthur Winter: جراح أعصاب، ومدير معهد نيو جيرسي للأعصاب في ليفينغستون، وواحد من أوَّل ستة متخصصين في جراحة الأعصاب بأمريكا، مارس الطب لما يقرب من 54 عامًا وكان أيضًا رائدًا في مجال ارتفاع حرارة الميكروويف واستخدام تحفيز العصب عبر الجلد (TNS) لعلاج الألم.
كرس حياته لعائلته ومرضاه وكان مبتكرًا في مجال جراحة الأعصاب، رحل “وينتر” عن عالمنا في الـ 11 من مايو / أيار عام 2011 عن عمر يناهز الـ 88 عامًا، تاركًا وراءه رحلة عطاء في خدمة البشرية.
روث وينتر Ruth Winter: صحفية وكاتبة علمية أمريكية، حصلت على درجة البكالوريوس من كلية أوبسالا، ونالت درجة الماجستير في العلوم من جامعة بيس، عملت صحفية ومحرر علوم، ومؤلفة ما يقرب من 40 كتابًا عن الصحة والطب، وهي زوجة الدكتور آرثر وينتر.
ألف الدكتور آرثر وينتر وزوجته روث معًا العديد من الكتب منها:
Brain Workout
Build Your Brain Power
Smart Food: Diet and Nutrition for Maximum Brain Power
Consumer’s Guide to Free Medical Information by Phone and by Mail