كيف نجعل أبناءنا يحفظون القرآن؟
كيف نجعل أبناءنا يحفظون القرآن؟
قال رسول الله (ﷺ): «إن البيت ليتلى فيه القرآن، فيتراءى لأهل السماء، كما تتراءى النجوم لأهل الأرض»، لذا من المهم أن تقدم القرآن لطفلك بطريقة جميلة، تملؤها المحبة، والتشجيع، واجعل ابنك يحفظ القرآن على قدر طاقته، فلا تضغط عليه، وكافئه باستمرار، وطريقة تحفيظنا الأبناء لكلام الله بقسوة تصيبهم بالحزن، وتحقق نتائج عكسية، وهل من المقبول حفظ القرآن الكريم بالضرب والحبس وترديد الآيات دون رغبة الطفل؟ وقد قال رسول الله (ﷺ): «علموا، ويسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا، وإذا غضب أحدكم فليسكت».
ويعد اختلاف أهداف الآباء عن أهداف الأبناء أحد أهم أسباب عدم التفاهم بين الطرفين، فكل طرف يريد تحقيق هدفه وإثباته، وبهذا يتحول التعليم والحفظ إلى معركة حامية، وحل ذلك الأمر يكمن في تقديم الآباء والمربين الأشياء النافعة، كحفظ القرآن بطرق مرحة ممتعة، وجعل أطفالنا يحفظون القرآن في جو تغمره السعادة، فمن الممكن أن تمنح أطفالك وقتًا أكثر للعب عندما يحفظون ما عليهم، أو تمنحهم مكافأة على كل سورة ينتهون من حفظها. وخير معين لجعل طفلك يحفظ القرآن هو جعله يطبق ما عمله، فيتصدق إذا حفظ آية تتحدث عن ثواب الصدقة، وهكذا يحفظ طفلك القرآن ويثبت الحفظ ويكون طفلك حفظ منهجًا متكاملًا، فقد حفظ القرآن دون قسوة عليه في الحفظ، وأضاف إلى ذلك العمل به.
حافظ القرآن يستحق التوقير، والتكريم، وهناك عدة طرق من الممكن اتباعها لتكريم أطفالنا حفظة القرآن، كأن يكون أكثر الأطفال حفظًا إمامًا للصلاة، أو من يمسك ميزانية الأسرة ليوم كامل، كما نأخذ رأي حافظ القرآن بأغلب الأمور، ونقدم له جوائز لتشجيعه، ونراعي ألا نجعل الأمر حالة تنافسية بين الإخوة، أو زملاء الفصل، ولجعل حلقة تحفيظ الصغار مصدرًا لسعادتهم، يمكنك اتباع منهج سلفنا الصالح، إذ كانوا يختمون ساعة الحفظ بحكاية أو نشيد، ورُوِي عن ابن عباس أنه كان إذا أفاض في القرآن والسنن قال لمن عنده: «أحمضوا بنا» أي خوضوا في الأخبار والشعر، خوفًا عليهم من الملل
الفكرة من كتاب من اليوم لن تنام حزينًا يا بُني
نحن في زمن تكثر فيه الأحزان والهموم، ولا يُستثنى من ذلك الصغار، فتجد الأحزان تهاجم الأطفال يوميًّا وهم في أشد الحاجة إلى من يُربِّت على أكتافهم، ويزيل أحزانهم. وللنجاح في تلك المهمة، قدم لنا هذا الكتاب مئات الحلول الواقعية البسيطة لمساعدة الوالدين على التغلب على أحزان أطفالهم، عن طريق طرح الكاتب لأكثر المشكلات التي يواجهها الأطفال، وكيف يجب على الآباء حلها بطرق تخلو من الغضب، والعنف، جاعلًا هدفه هو تكوين أسرة سعيدة، تبعث في أفرادها الراحة، والاطمئنان، ولا شيء أحب إلى الله من سرور تدخله على قلب أخيك المسلم. وقد كان النبي محمد (ﷺ) أكثر الناس حرصًا على مواساة الصغار وقت حزنهم
مؤلف كتاب من اليوم لن تنام حزينًا يا بُني
عبدالله محمد عبد المعطي: مستشار، وخبير تربوي، له عديد من الكتب المنهجية التربوية المفيدة، التي تختص بالتحدث عن أهم المشكلات التي تواجه الأسرة، وكيفية تربية الأطفال على أسس إيمانية صحيحة.
ومن مؤلفاته: “علم ابنك كيف يسأل ربه وكيف يشكو حزنه إلى الله”، “علم ابنك كيف يكره أخاه”، “الفتاة لمن تشكو أحزانها”، “فن صناعة الذكريات مع الأبناء”، “يا بني كن هذا الرجل”، “كيف تأمر ابنك بالصلاة وتسألهم عنها”، “بكاء أطفالنا متى ينتهي”، “تربية العظماء”.