كيف نتعلم؟
كيف نتعلم؟
لكي نتعرف إلى الطريقة التي نتعلم بها نحتاج إلى إلقاء نظرة سريعة على أدمغتنا، فللدماغ وحدة بنائية وهي الخلية العصبية ويبلغ عددها نحو 86 بليون خلية، وتتكون هذه الخلايا من ثلاثة أجزاء رئيسة: جسم الخلية، والمحور أو الذراع، والزوائد الشجيرية أو التشعبات المزودة بالأشواك التغصنية. وبمجرد بدئنا في تعلم شيء جديد، تنشأ روابط بين خلايانا العصبية، إذ تشارك واحدة بمحورها والأخرى بأشواكها التغصنية، وتُسمى منطقة تلامس الخليتين نقطة التشابك العصبي، وتبدأ الإشارات العصبية في الانتقال بين الخلايا عن طريق هذه النقطة، ويُعد إنشاء الروابط وتبادل الإشارات بين الخلايا العصبية أساس عملية التعلم.
ولكن هل تتكون هذه الروابط بين يوم وليلة؟ بالطبع لا، فهذه عملية تستغرق وقتًا وتمر بمراحل عدة، فعند تعرضك لمفهوم ما للمرة الأولى، تبدأ الخلايا العصبية في الحركة كأنها تبحث بعضها عن بعض حتى تتقارب، وبعد مدة من التعلم والممارسة يتحول التقارب إلى روابط حقيقية بين الخلايا، ومع التفاعل بطرائق نشطة مع المفهوم الجديد واسترجاعه مرة بعد مرة، تقوى الروابط وتتوطد في الذاكرة الطويلة المدى.
وفي الحقيقة نحن لدينا نوعان من الذاكرة: الأولى القصيرة المدى أو العاملة، والثانية الطويلة المدى، أما الذاكرة العاملة فهي الباب الذي نتلقى من خلاله المعلومات، ولكن لا أحد يظل واقفًا عند الباب، لذلك فالتعلم الحقيقي يحدث عند انتقال المعلومات إلى الذاكرة الطويلة المدى حيث تكون أكثر ثباتًا، بل وربما تستمر مدى الحياة.
وقد تسمع طالبًا يشكو أنه رغم مذاكرته لم يتذكر شيئًا وقت الامتحان، والسبب يكمن في انخداعه بوصول المعلومات إلى الذاكرة العاملة وظنه أنه هكذا ذاكر، ويتفاجأ في الامتحان بأنه لا يجد شيئًا في ذاكرته الطويلة المدى.
ولتفادي هذا الموقف لا بد من المداومة على الاسترجاع، كأن تغلق الكتاب وتبدأ في تذكر المعلومات التي تعلمتها للتو، أو تحل مسألة رياضية كاملة بمفردك بعد أن رأيت مثالًا لها، وتزداد فائدة الاسترجاع كلما كان على فترات متباعدة.
الفكرة من كتاب التعليم خارج المألوف: أفكار عملية في علم الدماغ لمساعدة الطلبة في التعلم
هل تنظر إلى التعلم على أنه تجميع لكثير من المعلومات في ذاكرتك أو القدرة على حل مسائل الرياضيات والعلوم المستعصية؟ وهل ترى أن التعليم مهنة تقليدية لا تحتاج سوى سبورة وعصًا طولها متران؟ لو كانت إجاباتك “نعم” فأنت بحاجة ماسة إلى هذا الكتاب لتعرف أن التعلم تغيير في الدماغ والتعليم فن يحتاج إلى إلمام بطبيعة النفس والعقل وطرائق التفكير، فاربط أحزمتك واستعد لرحلة ستخرج منها متعلمًا أو معلمًا خارجًا عن المألوف.
مؤلف كتاب التعليم خارج المألوف: أفكار عملية في علم الدماغ لمساعدة الطلبة في التعلم
د. باربرا أوكلي: أستاذة في الهندسة بجامعة أوكلاند في أمريكا، مهتمة باللغات والأدب وذات خبرة كبيرة في مجال التعليم إذ قدمت الدورة التدريبية الأشهر على منصة كورسيرا “تعلم كيف تتعلم | Learn how to learn”، ومن مؤلفاتها:
A Mind Of Numbers.
Mindshift.
د. بيث روغوفسكي: حاصلة على الدكتوراه في التربية وتعمل أستاذة التربية في جامعة بلومبيرج في أمريكا، لها أبحاث في علم الأعصاب التطبيقي واللغة ومحو الأمية وأساليب التعلم.
د. تيرنس سجنوفسكي: أستاذ في معهد “سالك | Salk” للدراسات البيولوجية، وهو واحد من اثني عشر عالمًا على قيد الحياة، انتُخِبوا في الأكاديمية الوطنية للطب، والأكاديمية الوطنية للعلوم، والأكاديمية الوطنية للهندسة، ومن مؤلفاته:
The Deep Learning Revolution
In The Spirit Of Science
معلومات عن المترجمين:د. إبتسام بن خضراء: مترجمة مغربية من أصل فلسطيني، ولدت وتعلمت فى سوريا، وحصلت على شهادة في الأدب الإنجليزي من جامعة دمشق، ثم ذهبت في وفد إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة للتخصص في الترجمة، وحصلت على شهادة الدكتوراه عام 2000م، ومن ترجماتها:
الأمعاء كنزك في بطنك.
د. داود القرنة: مترجم له عديد من الترجمات، مثل: علم اللغة، عن القيادة، التفكير الناقد والتفكير الإبداعي.