كيف نتعامل مع مبدأ الاستدلال؟
كيف نتعامل مع مبدأ الاستدلال؟
سبق وأن عرفنا الاستدلال على أنه عملية الانتقال من الدليل إلى النتيجة، وأهم ما يجب مراعاته في مرحلة الاستدلال تحقيق مبدأ التلازم.
والتلازم هو تعلق الشيء بالآخر تعلقًا لا انفكاك منه، أي أن هذا الدليل يؤدي إلى النتيجة بالضرورة، فلا يجب أن تكون هناك فجوة أو فراغ بين الدليل والنتيجة. فعلى سبيل المثال، من الأفكار التي يرددها بعض الملحدين أن الله غير موجود لأننا لا نراه! وهذا يدل على فجوة كبيرة بين الدليل والنتيجة، لأن عدم رؤية الشيء لا يستلزم ولا يؤدي بالضرورة إلى عدم وجوده، فالوجود شيء، والرؤية شيء آخر، فالملحد مثلًا يؤمن بوجود الإلكترون وهو لم يره، ولم يره غيره حتى الآن، ومع ذلك يؤمن به، فلا تدل بالطبع عدم رؤيته على عدم وجوده.
ومن أنواع الاستدلال: الاستدلال الاستقرائي، وهو الاستدلال الذي ينتقل من الخاص إلى العام، وينقسم إلى قسمين: استقراء تام، واستقراء ناقص. كذلك الاستدلال الاستنباطي وهو أحد أشكال الاستنتاج وهو ينتقل من المقدمات إلى النتائج ومن الكل إلى الجزء، كما أن هناك الاستدلال الإنساني، ويختص بدراسة كيفية وصول الشخص إلى الاستنتاجات، وأخيرًا الاستدلال الإحصائي ويعتمد على الأرقام والحسابات والرياضيات.
الفكرة من كتاب التفكير الناقد للجيل الصاعد
في ظل التعرض الكثيف والهجوم المخيف لموجات التشكيك والشبهات والإشكالات التي تعترض عالمنا اليوم وتغزو فكر الأجيال الصاعدة من أبناء المسلمين، فتضعف يقينهم وتطمس هويتهم لتفصلهم عن جذورهم وتجعلهم تابعين، تبرز الحاجة الملحة إلى مهارات التفكير الناقد معرفةً وتعلمًا وإتقانًا حتى يقدر الفرد على تمييز الأفكار، خبيثها من طيبها وخطئها من صوابها، فلا يكون كالريشة في مهب الريح تتلاعب به حيث شاءت.
فبالمنطق والنقد ثم الفطرة السليمة يهتدي الإنسان إلى الحق ويعرف الطريق المستقيم ليتبعه ويمسك بجذوره، فيهنأ بنعيم اليقين والطمأنينة وينال سعادة الدنيا والآخرة، وهذا ما جاء الكتاب من أجله.
مؤلف كتاب التفكير الناقد للجيل الصاعد
أحمد يوسف السيد: نشأ بمدينة ينبع حتى تخرج من المرحلة الثانوية ثم سكن بالمدينة النبوية، ابتدأ بطلب العلم الشرعي بعناية والده منذ الصِّغَر فحفظ القرآن الكريم والأربعين النووية وعددًا من المتون في مرحلة مبكرة. تلّقى العلم من بعض العُلماء منهم: الشيخ إبراهيم العجلان، والشيخ يحيى بن عبد العزيز، والشيخ عبد الله بن محمد الأمين الشنقيطي.
أنشأ أكاديمية الجيل الصاعد التي تقدم عددًا من البرامج والمسارات التي تهدف إلى تعزيز العقيدة والهوية الإسلامية السليمة والوعي والثقافة للجيل الصاعد.
من مؤلفاته: البناء العقدي للجيل الصاعد، سابغات، كامل الصورة، إلى الجيل الصاعد.