كيف نتعامل مع الناس على حسب دوافعهم؟
كيف نتعامل مع الناس على حسب دوافعهم؟
كل فرد منَّا يحتاج إلى طريقة معينة للمعاملة، فمثًلا محب الانتماء يجب أن تتحدث معه كثيرًا وتسأله عن حياته وأصدقائه وتهتم بمناسباته كعيد ميلاده مثلًا وفتراته الصعبة، وألا تخلف موعدك معه فهذا يشعره بالإهمال، وألا تعامله باستخفاف لتقصيره في باقي الجوانب، وهذا قد يعود عليك بالنفع فهو سيرد لك معاملتك الجيدة أضعافًا ولن يتركك بمفردك.
أما محب الإنجاز فهو يحب أن تسأله عن نجاحاته وتخبره أيضًا بما تملكه من نجاحات ولا تكلفه بما لا يقدر على النجاح فيه فهذا يهدمه، وحاول أن تظهر نجاحه وامدحه أمام الآخرين.
وقد يكون أصعب نوع محبي السلطة، وهنا يجب أن تكون حاسمًا معهم فتجيبهم بنعم أو لا بصرامة، وإن هممت بفعل شيء لهم فحاول أن تتمه على أكمل وجه، لا تحاول تغييرهم ليكونوا لطفاء أو محبوبين ولا تجادلهم كثيرًا؛ فهم لن يتغيروا ولن يستجيبوا إلا لمن يعاملهم بنفس طريقتهم الحاسمة.
لذلك يجب عليك في العمل أن تختار المكان والوظيفة المناسبة لطبيعة شخصيتك حتى لا تشعر أنك غريب ويصيبك الإحباط في بيئة لا تنتمي إليها، فهناك وظائف تقوم على الانتماء ووضع الناس أولوية مثل الطب والتدريس، وهناك وظائف تقوم على الإنجاز مثل المحاسبة والإنتاج التي تكون مهمتك فيها هي الإقناع وبذل المجهود والوقت الكبير.
وظائف السيطرة تتطلَّب منك أن تكون قاسيًا بعض الشيء لتواكب التيار مثل المحامين والسياسيين والإعلاميين، وإذا استطعنا أن نخلط بين السلطة والانتماء أصبحنا أكثر إنسانية؛ لذلك قد يكون الخلط بين الدوافع مفيدًا في بعض الأحيان إن فهمت نفسك وفهمت دوافع البيئة المحيطة.
وإذا كنت تريد النجاح لأي عمل فلا تجعل محب السلطة يتنافس مع محب التأثير أو النجاح لأن العمل سيتحوَّل إلى حرب، بل حاول تقسيم المهام بينهم فقط، وإذا كانت هذه الدوافع هي ما تجعل لحياتنا معنًى، فما الذي يجعلنا نكمل كل مرحلة إلى آخرها: الترغيب أم الترهيب؟ 40% من الناس يميلون إلى التحفيز الإيجابي، أي أن ما يحركهم هو الرغبة في الوصول والمكافآت وتخيَّل الإنجاز، و40% آخرين يحركهم التحفيز السلبي حيث المشكلات والتحديات ويعيشون من أجل التغلب عليها والوقاية منها، وقد يكون لدينا النوعان الإيجابي والسلبي على حسب الموقف والحالة الشعورية أو الانفعالية.
وإذا كنت تبحث عن تحفيز مثالي فعليك بالتوازن ما بين الإيجابي والسلبي لتحل المشكلات التي تواجهك في طريقك إلى الهدف.
الفكرة من كتاب الدوافع المحركة للبشر الدليل الكامل لأنماط الشخصية
تخيَّل نفسك في سن الثمانين، تفكِّر في كل حياتك الماضية، في من قابلتهم وعرفتهم، ومن فرَّقت الحياة بينكم، تفكر كيف تغلبت على المواقف السيئة، ولماذا أصلًا تحدث لك مواقف سيئة؟ لماذا يؤذي الناس بعضهم بعضًا، بعد كل هذا العمر سيصعب علينا الإجابة عن سؤال لماذا.. لماذا تصرَّفت أنت بجنون أو بغضب أو ببلاهة في موقف معين؟ كيف استطعت أن تكسب مديرك؟ كيف استمرت علاقتك بشريك حياتك؟ كل هذه الأسئلة وأكثر يمكنك معرفتها عندما تفهم الدوافع المحركة للبشر، ستصبح أكثر عذرًا لنفسك وللآخرين، سيكون رد فعلك دائمًا منطقيًّا ومدروسًا ومناسبًا لك ولجميع من حولك، وفي هذا الكتاب تشرح لنا سوزان كويليام الإجابة بالمنطق والعلم، لكنها تنصح بضرورة قراءة الاستبيان الموجود في نهاية الكتاب قبل البدء في القراءة؛ حتى تستطيع أن تستنتج شخصيتك الحقيقية لا الشخصية التي ترغب في أن تصبحها.
مؤلف كتاب الدوافع المحركة للبشر الدليل الكامل لأنماط الشخصية
سوزان كويليام هي عالمة نفس متخصصة في العلاقات، وكاتبة في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات، ولدت عام 1950 في مدينة ليفربول بالمملكة المتحدة، وعملت لفترة في مجال الإعلام وقدمت عدة برامج تلفزيونية، وألفت سوزان سبعة عشر كتابًا، تم ترجمتها إلى 18 لغة وفي 22 دولة، من بينها الكتاب الشهير: “Body language secret أسرار لغة الجسد”.